خاص المدى- جنان جوان أبي راشد
في وقت عادت فيه الحياة في لبنان الى طبيعتها لجهة فتح كل القطاعات بعد الإقفالات المتكررة بسبب كورونا، وفي ظل حملات التلقيح، هل يمكن للّبنانيين أن يتنفسوا الصعداء، أم أن القلق من كورونا كما القلق السائد في كل نواحي حياة اللبنانيين ما زال سائداً؟!
لم تتحقّق المناعةُ المطلوبة لا في لبنان ولا عالمياً، هناك دولٌ قامت بتلقيح نسبة كبيرة من سكانها، في حين أن هناك بعض الدول لم يبدأ بعد بحملة التلقيح، و”متحوّر دلتا الهندي” منتشر بشكل واسع في عدد كبير من دول العالم بما في ذلك في بريطانيا، وبشكل أقل حدّة في الولايات المتحدة، وهو مصدر قلق لانه الأسرع انتشاراً ويصيب الفئات العمرية الأصغر، هذا ما أعلنه رئيسُ قسم العناية المركّزة في مستشفى القديس جاورجيوس والاختصاصي في الأمراض الصدرية الدكتور جورج جوفيليكيان.
ويوضح جوفيليكيان أن الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاحات ضدّ كورونا، عليهم عدم “النوم على حرير”، إذ إن الجرعة الأولى من اللقاح ضد كورونا لا تحمي من “دلتا الهندي” إلا بنسبة 30 في المئة، وقد أجريت دراسة على لقاح “فايزر” وتبين أنه يؤمّن حماية تصل الى 88 في المئة من “دلتا” ولكن بعد تلقي الجرعتين من اللقاح، وهذا ما ينطبق على باقي أنواع اللقاحات، كما يرى جوفيليكيان.
ويرجّح جوفيليكيان في حديث ل”المدى” أن يكون المتحوّر الهندي قد وصل الى لبنان بالفعل، وخصوصاً أن الاجراءات في المطار وعند الحدود اللبنانية كافة غير كافية والتجارب السابقة خير دليل، متخوفاً من موجات جديدة من كورونا في لبنان، ومشدداً على ضرورة عدم التراخي والاستمرار في الالتزام بكل تدابير الوقاية.
وعن دراسات جديدة حول امكان تناول الذين أصيبوا بكورونا سابقاً جرعة واحدة من اللقاح، يقول جوفيليكيان إن هناك تفاوتاً في هذه الدراسات، ففي فرنسا مثلاً يتناول المصابون السابقون بالمرض جرعة واحدة، في حين يتناول هؤلاء جرعتين في الولايات المتحدة، الا أنه يستطرد، مشيراً الى دراسة جديدة صدرت منذ أيام قليلة عن المركز الطبي الاكاديمي في الولايات المتحدة “كليفلاند كلينك”، والتي ترجّح عدم ضرورة تلقيح هذه الفئة بالمطلق، فهم ربما لا يحصلون على فوائد إضافية من التطعيم، معلنةً أنه يجب منح الأولوية راهناً للأفراد الذين ليست لديهم إصابة سابقة. ويلفت الى أن المصابين السابقين هم الأكثر تحصيناً ضد “كوفيد 19 ” الذي دخل أجسامهم من خلال الفم والبلعوم أو الأنف، حيث باتت للفيروس المذكور ما يشبه الثكنات التي تحمي هؤلاء بنسبة أكبر من الذين تلقوا اللقاح بالطريقة المعتمدة، أي عبر حقنة في العضل.
أما عن وجود دراسات جديدة حول إمكان أن يحمل المصابون السابقون أو الملقّحين فيروس كورونا حتى في حال كانت لديهم مناعة عالية ضده، فينقلوا بالتالي العدوى الى المحيطين بهم، فيقول جوفيليكيان إن نسبة نقله ضئيلة وهي تصل الى 1% فقط وتنسحب ايضاً على امكان اصابتهم بكورونا، إلا أن الوقاية واجب على الجميع.
ويؤكد جوفيليكيان أن على كل السكان في لبنان تلقّي اللقاحات على أنواعها ومن دون تردّد، لانه نتخوّفُ من موجةٍ ثالثة غير قادرين على مواجهتها في ظل الظروف الحالية في البلاد.