لاحظ خبراء في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، توسعاً تدريجاً في نطاق الحرب خلال الأسبوع الماضي في مختلف الساحات، مع دخول أطراف جديدة الى الحرب كإيران وباكستان وأربيل ما ينقل الحرب الى وسط آسيا ومنطقة الخليج والمحيط الهندي، اضافة الى التوتر في لبنان وسورية وفلسطين (البحر المتوسط) والبحر الأحمر، ما يعني أن حرب غزة كانت أشبه بزلزال عسكري وأمني وسياسي واقتصادي ترك تداعيات على أكثر من ثلث العالم، الأمر الذي قد يتدحرج الى حرب إقليمية في أي لحظة إذا استمرت وتيرة التصعيد بالشكل القائم ولم تعمل الأطراف الدولية الفاعلة على الساحة الدولية الى احتواء التصعيد وفتح مسار المفاوضات.
وحذر الخبراء عبر “البناء” من أن حرب غزة قد تفجر المنطقة إذا ما استمرت أشهراً اضافية، لأن القضاء على المقاومة الفلسطينية يعني سقوط غزة بالقبضة الإسرائيلية وهذا خط أحمر رسمه محور المقاومة، ولهذا شاهدنا التصعيد الكبير والمتزامن من ساحات المحور، لبنان واليمن والعراق وسورية، ولذلك دخلت إيران لرسم خطوطها الحمر في المنطقة بشكل واضح، وهي حماية غزة من السقوط ومعادلات الردع في المنطقة، وحماية الأمن القومي الإيراني.
ويشير الخبراء الى أن الرهان الإسرائيلي – الأميركي على تهجير الفلسطينيين الى مصر أو الى مخيمات على الحدود المصرية – الفلسطينية، بعد تحويل غزة أرضاً غير قابلة للحياة وفاقدة لكل المقومات، ولذلك تهدد حكومة الحرب في “إسرائيل” بالسيطرة على محور فيلادلفيا للسيطرة على الحدود والتحكم بمصير مئات آلاف الفلسطينيين لتسهيل تهجيرهم الى مصر.
وتوقع الخبراء تصعيداً اضافياً في مختلف محاور القتال والصراع خلال الأسابيع المقبلة لا سيما في البحر الأحمر وجنوب لبنان والعراق، قبل نضوج تسوية إقليمية تدريجياً كلما اقتربنا من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكل دولة ستستخدم أوراق قوتها لحماية معادلة الردع الخاصة بها، والخطوط الحمر التي رُسِمّت في السابق وخلال الحرب.