رُبّ ثلاثين، هي إحدى القرى الحدودية من قرى قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، وبسبب موقعها الاستراتيجي المشرف على مستوطنات ومواقع قوات العدوّ كمسكفعام والعبّاد والمرج، ظلّت عرضة لاعتداءاته المتكرّرة، دخوله إليها أغرقه في مستنقعاتها، كما اتّخذتها المقاومة منطلقاً لعمليّاتها ضدّه.
وتُسجّل الصفحات التي تُعرّف عن البلدة، أنّ”حركة المحرومين” التي أسّسها الإمام موسى الصدر اتّخذت من تلّة ربّ ثلاثين موقعاً للمقاومة، وأنّ أحمد الخميني، نجل الإمام الخميني، ومصطفى شمران الذي أصبح في ما بعد وزيراً للدفاع في ايران قبل استشهاده، حاربا إسرائيل عام 1977 إنطلاقاً من ربّ ثّلاثين.
أمّا عن أصل التسمية، فتقول الروايات إنّ البلدة كانت مركزاً مهمّاً للقرى التي تحوطها وعددها ثلاثون قرية، لذا، سُمّيت ربّ ثّلاثين، كما يُقال إنها كانت مركزاً لتربية ثلاثين يتيماً، أما المؤرّخ أنيس فريحة فأطلق عليها اسم “سيّدة القوم”.
تحدّ البلدة من الشمال الطيبة، ومن الجنوب مركبا، ومن الشرق عديسة، ومن الغرب القنطرة وبني حيّان. تبعد عن بيروت 97 كيلومتراً، وعن مركز القضاء 12 كيلومتراً، وعن مركز المحافظة35 كيلومتراً، وترتفع عن سطح البحر بين 750 متراً و800 متر، وتبلغ مساحتها كيلومترين ونصف الكيلومتر المربع.
وذكّر رئيس البلدية علي بركات بأنّ رُبّ ثلاثين “كانت أول بلدة تتعرّض للغارات الإسرائيلية منتصف تشرين الأول الماضي ومنذ ذلك الحين تحوّلت هدفاً يومياً للعدوّ ما أدّى إلى تدمير ممنهج فيها”، وأنّها “تعاني من نير الإحتلال، شأنها شأن سائر المناطق الحدودية”، وقد اضطرّ سكّانها إلى مغادرتها، فنزحوا بداية إلى النبطية وجوارها، وعندما اشتدّت الحرب نزحوا مجدّداً إلى الشمال وطرابلس وجبيل والجبل وبحمدون وغيرها من المناطق الآمنة”. وأوضح أن عدد الشهداء تجاوز ال21 شهيدًا إضافة إلى شهيدين فُقد أثرهما.
وأكّد بركات أنّ البلدة اليوم منكوبة، ونسبة الأضرار فيها تتجاوز 80 في المئة، “فالعدوّ فجّر أحياء سكنية بأكملها، وسوّى المباني بالأرض، ودمّر المساجد والحسينيات، وأجهز على البنى التحتية بعدما فجّر الطرقات وشبكة المياه ومولّدات الاشتراكات والشبكة التي توصل الكهرباء إلى المنازل، وباستهدافه أعمدة الكهرباء والإنارة، وهدم ممتلكات المواطنين”.
وأضاف: “أما عن الأضرار الزراعية فحدّث ولا حرج، فالقذائف الفوسفورية تسبّبت بإحراق أشجار الزيتون والأشجار المثمرة وحقول التبغ، والخيم الزراعية، والأهالي خسروا المواسم للسنة الثانية على التوالي”.
وبعدما تحدّث عن حلم تحقّق في البلدة بعد 60 عاماً، وتمثّل بحفر بئر ارتوازي قبل الحرب بمبلغ 175 الف دولار تبرّع به العمل البلدي في “حزب الله” ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي لتمديد شبكات عبره إلى خزّانات البلدة، وبناء خزّان ضخم تحت الأرض لمدّ المياه، وصف ممارسات العدوّ بالإرهابية بعدما تجاوز كل القواعد والأعراف وانتهك الاتفاقيات والمواثيق الدولية، لكننا سنكون دائمًا بالمرصاد ولن نتخلى عن مقاومته”.
وأكّد “أنّ البلدة صارت اليوم منكوبة، فالعدوّ جرف كل المعالم فيها”، وطالب الدولة والجهات المانحة بالتعويض عن الأضرار التي سبّبها الاحتلال، وقال:”إن شاء الله، بهمّة الدولة والجيش والمؤسسات الرسمية والوزارات المعنية والمانحين، سنعيد بناءها على نحو أفضل ممّا كان”.