بلدة دير سريان هي إحدى القرى العاملية الصغيرة والتي تقع في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية. تحدّها الطيبة شرقاً، القصير وعلمان غرباً، وعدشيت جنوباً ومجرى نهر الليطاني وقلعة الشقيف شمالاً. مساحتها الاجمالية نحو سبعة آلاف دونم، ومعظم أراضيها زراعية وحرجية، وتشتهر بتربية النحل وزراعة كافة انواع الحبوب وبزراعة التبغ .
هذه البلدة الرازحة تحت نيران العدو بالرغم من دوريات “اليونيفيل” فيها، تعرّضت لعمليات تفخيخ وتفجير واسعة ما سبّب ارتجاجات في الأرض، وهي كانت عرضة للإعتداءات الاسرائيلية منذ العام 1977 مروراً بإجتياح 1982 وبحرب تموز 2006 وصولاً إلى الحرب الحالية، وقد هجّر أهلها أكثر من مرّة، وسقط لها العديد من الشهداء منذ ذلك الحين، وقدّمت في الحرب الأخيرة أكثر من ١٧ شهيداً من أبنائها.
يبلغ العدد الاجمالي لسكان البلدة 3500 نسمة، يقيم نصفهم فيها صيفاً وشتاءً، وقد نزحوا عنها أخيراً بعدما عاجلهم رئيس البلدية فضل كريم ببيان دعاهم فيه الى الإخلاء إثر التهديدات التي أطلقها العدوّ بعدم العودة للقرى المتاخمة للحدود، وهم الذين صمدوا فيها طيلة فترة الحرب لأكثر من عشرة أشهر رغم القصف والغارات وسقوط الشهداء، على أمل “العودة قريباً وصمود وقف اطلاق النار وكفّ العدو شرّه عنّا”، كما قال كريم، “بعدما استهدف الحجر والبشر والشجر”، من دون أن يستغرب ممارساته الوحشية، “فنهجه معروف، ليس في الجنوب فقط، بل في المنطقة برمّتها، نهج الإبادة والقتل والتهجير”.
وفي هذا السياق، تحدّث رئيس البلدية عمّا يشبه الإبادة في دير سريان، “فمعظم الأهالي الذين يعتمدون على زراعة كافة أنواع الحبوب كمورد رزق أساسي لهم أُبيدت حقولهم الزراعية بالقصف الفوسوري، كروم الزيتون احترقت، القطاع الحيواني تضرّر بعد استهداف مزارع تربية المواشي ونفوق مئات الرؤوس، ومزارع تربية الدجاج إضافة إلى احتراق قفائر النحل المنتشرة في حقول البلدة”.
وتابع: “المباني السكنية دُمّر معظمها، 50 منزلاً تقريباً تم تهديمهم كلّياً، وتضرّر نحو 150 منزلاً بشكل جزئي، ما يعني أنّ 60 بالمئة منها باتت غير صالحة للسكن تقريباً. كذلك تضرّرت المؤسسات التجارية والمحلات، والمدرسة الرسمية ومبنى البلدية. ولم تسلم أماكن العبادة ولا سيما المسجد الاثري القديم من إجرام العدو، ولا شبكات المياه والكهرباء أو محطة تكرير مياه الشرب”.
وفي ظل امكانات البلدية المتواضعة نسعى الى التواصل مع المؤسسات الرسمية والجهات الداعمة لمساعدة البلدة وأهلها لدى عودتهم والبدء بعملية الاعمار وطالب الجهات السياسية المعنية بإيلاء هذا الامر الاهتمام المناسب إذ إن وضعنا مأساوي قبل الحرب فكيف بالحريّ بعدها”؟