بعد شغور رئاسي مستمرّ منذ أكثر من عامين، منذ إنتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 تشرين الأول 2022، وعلى أمل أن تفضي جلسة 9 كانون الثاني المقبل، إلى انتخاب رئيس جمهورية جديد، بعد تعذّر انتخابه في جلسات سابقة عدّة، إنتهت الاستعدادات في القصر الجمهوري في بعبدا لاستقبال الرئيس العتيد، ورفع العلم اللبناني بحضوره، بعدما أُنزل عن ساريته مع دخول لبنان مرحلة الفراغ الرئاسي.
ففي معلومات لـ”المدى” أنّ فترة الشغور قد أتاحت تنفيذ بعض الإصلاحات الضرورية التي احتاجها قصر بعبدا بعد ست سنوات من إشغاله، وهذا الأمر كان متعذّراً مع وجود رئيس مقيم في القصر.
هذه الإصلاحات التي أُنجزت من ضمن الإمكانات المالية المتوافرة في الإعتمادات المخصّصة لرئاسة الجمهورية في الموازنة العامة، قد طاولت بعض الأجنحة في القصر ولا سيما تلك المرتبطة بمكتب الرئيس وقاعات الاستقبال والبهو الرئيسي. كما طاولت أعمال التأهيل “الجناح العائلي”، أي مقرّ سكن الرئيس، وقد خضع مع بعض المكاتب لورشة صيانة، من طرش ودهان وجلي بلاط، كما خضعت حديقة القصر لأعمال الصيانة اللازمة.
كذلك، تمّ تجديد بعض التجهيزات الأساسية وتطويرها، من أجهزة اتصالات والكترونية لإعادة تأهيل قسم المعلوماتية الذي أنهى أرشفة المراسيم والقوانين وتحديثها وتبويبها وحفظها، علماً أنّ المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير كان تبلّغ من سفير كوريا الجنوبية تقديم بلاده هبة عبارة عن مئة جهاز كمبيوتر محمول وماسحات ضوئية وطابعات، وقد وافق مجلس الوزراء على قبولها بهدف تطوير قسم المعلوماتية.
واستمرّ العمل على نحو طبيعي في المديرية العامة للرئاسة بمختلف أقسامها، وفي كل المكاتب والدوائر، وباتت على أتمّ الجهوزية الإدارية والتنفيذية والتنظيمية متى استلم الرئيس صلاحياته الدستورية، بالاضافة إلى جهوزية لواء الحرس الجمهوري لاستقبال الرئيس.
في غضون ذلك، ظلّت خطوط التواصل قائمة بين المديرية العامة للرئاسة والأمانة العامة لمجلس الوزراء من جهة، ومجلس النواب من جهة ثانية، وفق مبدأ استمرارية المرفق العام.
كما شكّلت فترة الشغور في سدّة الرئاسة الأولى مناسبة لإخضاع موظفي القصر لدورات تدريبية مكثفة، وبات معها العنصر البشري في جهوزية تامة لمواكبة العهد الجديد.
بدوره، عكف الفريق الإداري على تحضير التقارير والإحصاءات والمعلومات وإعداد أجندات العمل والملفات حول مواضيع أساسية هي قيد النقاش، بحيث تكون جاهزة متى يحتاجها الرئيس عند استلامه مهامه الرسمية.
ولم ينقطع الموظّفون عن العمل يوماً، خلافاً للانطباع السائد بأنّ القصر يقفل أبوابه في غياب الرئيس، بل يمارسون أعمالهم وفق الدوام الرسمي، فالأقسام كافة تعمل كالعادة، وما أُقفل فقط هو جناحه، أي مكتبه والمكاتب المجاورة له وصالون الإستقبال التابع له بالإضافة إلى جناحه المنزلي، وهي كلّها ستُفتح مجدّداً مع صعود الرئيس المنتخب إلى قصر بعبدا، حيث سترتفع نافورة المياه مجدّداً ويرفع بعدها العلم اللبناني قبل أن تقدّم له التشريفات من الحرس الجمهوري، ويتم عزف لحن التعظيم ثمّ النشيد الوطني.