السلطانية، هي بلدة لبنانية جنوبية من بلدات قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية. يحدّها بلدة تبنين جنوباً، ودير انطار غرباً، وخربة سلم شمالاً، وشرقاً الجميجمة.
تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 108 كلم، وتعلو عن سطح البحر حوالي 600 م. تتميّز بأعلى جبل فيها «بيت الدوار» الذي يصل ارتفاعه إلى 650 متراً، فيه خزّانات مياه، توزّع على 21 بلدة تقريباً.
السلطانية لا تُعدّ منطقة مواجهة عسكرية مباشرة، بل هي قريبة جداً من خطوط الناس، إذ لا يفصلها عن بلدة بيت ياحون 7 كلم تقريباً، وبالرغم من ذلك كانت كسائر بلدات بنت جبيل عرضة للإعتداءات الاسرائيلية من العام 1982 حتى التحرير في العام 2000، وقدّمت عدداً كبيراً من الشهداء، وليس آخرهم 11 شهيداً من أبنائها في سبيل الدفاع عن الوطن، كما أكد رئيس بلديتها حسان قصفة، وقد تشرّفت بأنّ العدو قد أسر أحد أبنائها وأبقاه في سجون الإحتلال على مدى14 عاماً ونيّف، من دون أن يتمكّن من رؤية طفلته التي ولدت وماتت وهي في الثانية عشرة من عمرها.
بلدة السلطانية تمتلئ بأهلها في فصل الصيف، إذ يصل عدد سكّانها إلى 4500 نسمة، أمّا عدد المقيمين منهم شتاء فقد بلغ مع ضيوفهم اللبنانيين النازحين من قرى الحافة الأمامية نحو 1500 نسمة، وقد نزحوا جميعاً عنها خلال عدوان أيلول وتوزّعوا في مناطق الشمال والبقاع وبيروت ومنهم من سافر إلى العراق، وقد تجلّت الوحدة الوطنية بأبهى صورها لدى احتضانهم، وبقينا على تواصل معهم للوقوف على احتياجاتهم قدر الامكان، قبل أن يعودوا جميعاً إلى بلدتهم فور الإعلان عن وقف اطلاق النار. فالحمد لله صبرنا جميعاً كسائر أهل الجنوب والله أكرمنا” .
العدوّ لم يرحم السلطانية من اعتداءاته الهمجية بل استهدف منازل مواطنيها الآمنين فتضّرر من جرّاء القصف والغارات أكثر من 550 منزلاً، فيما تدمّر بشكل كلّي أكثر من 50 منزلاً. كما تضرّر مجمّع التحرير التربوي والذي يضمّ ثانوية ومهنية وداراً للأيتام. ولم تسلم البنى التحتية ولا شبكة المولّدات من نيران العدو التي طاولت أيضاً طرقات البلدة الرئيسية والفرعية ومبنى بلديتها.
وأوضح رئيس البلدية أنّ فرق مجلس الجنوب تجري مسحاً على الأضرار وكذلك مؤسسة جهاد البناء تمهيداً لدفع التعويضات للمتضرّرين.
ولفت إلى “أنّ البلدية سارعت، فورعودة الأهالي إلى البلدة، إلى لملمة آثار العدوان، فأزالت الركام وفتحت الطرقات وعملت على رفع النفايات، وتأمين الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء، وتمكنّا في غضون ايام من تشغيل المولّدات بالتعاون مع جمعية البلدة وجمعية العمل البلدي، ومن إعادة وصل كافة خطوط الكهرباء خلال عشرة أيام، بعد سلسلة مراجعات مع المسؤولين في مؤسسة كهرباء لبنان. كذلك نجحنا في تأمين المياه بعد مراجعة مؤسسة مياه لبنان الجنوبي التي عملت على إصلاح الأعطال في خطوط الشبكة.