“العراق يدعم موقف لبنان الرسمي ومساعيه الدولية في سبيل وقف إطلاق النار، وإرساء الاستقرار على طول حدوده الجنوبية عبر تطبيق القرار 1701، وقد تكرّس هذا الدعم في كل بيانات الحكومة العراقية، كما ظهر في مواقف القوى السياسية في العراق، على مختلف اتجاهاتها”.
هذا ما أكّده سفير لبنان في العراق علي أديب الحبحاب لـ”المدى”، لافتاً إلى الدور العراقي في نيويورك عند توسّع العدوان الإسرائيلي على لبنان، والاتصالات التي أجراها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع الاوروبيين ولا سيما مع الفرنسيين، ومساهمة العراق في مؤتمر باريس. كما تجلّى هذا الدور في المساعي العراقية لدى الدول العربية والإسلامية لعقد مؤتمر الرياض الاسبوع المقبل، بحثاً عن حلول للأزمة الراهنة.
الدعم العراقي للبنان لم يقتصر على المواقف السياسية بل تعدّاه إلى الشأن الصحي والتربوي والاغاثي لضيوفه اللبنانيين الهاربين من الحرب، كما أوضح الحبحاب، استناداً الى بيان المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، وقد أوصى فيه ببذل كلّ جهدٍ لوقف العدوان وحماية الشعب اللبناني من آثاره، ودعا إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية.
صحّياً، شرح الحبحاب “أنّ عدد المصابين جرّاء تفجيرات أجهزة البيجر في لبنان والذين تكفّلت العتبات المقدّسة بعلاجهم في مراكزها قبل انتقالهم إلى مراكز الإيواء، قد بلغ نحو مئة حالة”، لافتاً إلى أن “بيان السيد السيستاني قد صدر في 23 ايلول إثر الزيارة التي قمت بها إلى وكيله الشيخ عبد المهدي الكربلائي لشكر المسؤولين العراقيين على وقفتهم مع لبنان وإرسالهم فريقاً طبّيا مع الفريق الحكومي العراقي، وللتمنّي عليهم الإستمرار في تقديم المساندة لصمود الأهالي، في ظل ما تتعرّض له القرى الحدودية في الجنوب من قصف وتدمير وتهجير”.
أما تربوياً، فقد وافق وزير التربية العراقي إبراهيم نامس الجبوري على مقترح إنشاء مدارس خاصة للطلاب اللبنانيين الذين فرّوا إلى العراق، بحسب الحبحاب، “إذ إن المنهاج التربوي اللبناني يختلف عن المنهاج التربوي العراقي، وهناك صعوبة في دمج الطلاب اللبنانيين مع الطلاب العراقيين، فأوصى وزير التربية بالتنسيق مع محافظي كربلاء والنجف لتخصيص مبنى أو أكثر لاستيعابهم مع فريق تعليمي من اللبنانيين الموجودين في العراق ، وقد بدأت كوادر لبنانية تربوية بالتواصل مع الطلاب اللبنانيين لإيجاد شكل من أشكال الشراكة معهم على أن يتولّوا التدريس حسب المنهاج التربوي المعتمد في لبنان، وسنحاول أن يكون التدريس بعد الظهر لاتاحة الفرصة أمام الطلاب ليكملوا دروسهم عن بعد “.
أما إغاثيا، فذكّر السفير بمبادرة رئيس الحكومة العراقية والوزراء إلى التبرّع براتب شهر ضمن عمليات الإغاثة للبنان وقطاع غزة، بعدما تقرّر فتح حسابين لإيداع التبرّعات، وبقرار مجلس الوزراء العراقي تخصيص مبلغ 40 مليار دينار عراقي أي ما يوازي نحو 25 مليون دولار أميركي لاستدامة عمليات الاغاثة، كاشفاً أن لجنة عراقية ستزور لبنان قريباً للبحث في سبل تأمين المساعدات الإنسانية وتوزيعها على النازحين.
لا إجازات عمل
من جهة أخرى، أوضح الحبحاب وردّاً على سؤال “أنّ موضوع منح إجازات عمل للبنانيين الهاربين إلى العراق لم يطرح حقيقة”، وقال:”بالمطلق، ليس هناك إجازات عمل لهم ، فحتى الذين دخلوا العراق في السابق اصطدموا بقيود وزارة العمل العراقية المشددة، وكثيرون من اللبنانيين الذين دخلوا البلاد مؤخّراً كانوا ممنوعين من الدخول لمخالفتهم شروط الإقامة، لكن تمّ تقديم التسهيلات لدخولهم في هذه الفترة، ولا أخفي أن البعض منهم يمكن أن يكون قد تسرّب إلى سوق العمل مجدّداً، لكن هؤلاء هم من اللبنانيين الذين يدخلون العراق بهدف العمل وليسوا من الهاربين من الحرب في لبنان”.