الصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه بلدة المطلّة، في حادث هو الأوّل من نوعه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بعد دخول إتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، توقّف عنده الاستاذ الجامعي في العلوم السياسية العميد الركن حسن جوني، على اعتبار “أنّه يعيدنا بالذاكرة إلى مرحلة التفلّت الحاصل على الحدود الجنوبية، والذي تستغلّه إسرائيل كذريعة لممارسة المزيد من الضغط، ومن الواضح أنّها استغلّت حادث اليوم، وهو عمل بدائي يذكّرنا بالعمليات السابقة، لتنفيذ عمليات عسكرية كثيفة ولممارسة ضغط على السلطات اللبنانية بهدف دفعها للتجاوب مع طروحات التفاوض التي تُطرح أخيراً، وكذلك لتطبيق القرار الدولي 1701 لجهة سحب سلاح “حزب الله”، علماً أنها لا توفّر فرصة للدفع في هذا الاتجاه”.
واعتبر جوني أنّ ما حصل اليوم “يشكّل خدمة لاسرائيل ولمصلحتها، واستثمارها لهذا الحادث يدل الى أنها ربّما تقف خلفه”.
وقال:” في كل الأحوال، لا علاقة لـ”حزب الله” بما جرى، وقد أصدر بياناً في هذا الشأن، ولا اعتقد أن من أدبياته إرسال رسائل من هذا النوع، بل هو يعبّر عن موقفه بوضوح، ومن الواضح أنّ عنوان المرحلة لديه، هو إيكال مسؤولية الأمن إلى الدولة اللبنانية والوقوف خلفها”.
ورأى جوني أنه إذا كان إطلاق الصواريخ عملية يتيمة وطائشة، فإنّها ستقف عند هذا الحدّ، أما إذا كانت تشكّل بداية لسلسلة من عمليات من هذا النوع، فمن المبكر الحكم على النتائج، لكن من الصعوبة بمكان تنفيذ مثل هذه العمليات، في ظل تواجد الجيش اللبناني في المنطقة لفرض الأمن بالتنسيق مع قوات الطوارىء الدولية وبإشراف لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار”.