في موازاة الحراك الاميركي الديبلوماسي الجاري في المنطقة، برزت في الأفق إشارات قبرصية تشي بإمكان نضوج حل سياسي يضع حدّاً للعدوان الاسرائيلي على لبنان، وقد أتى حديث الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس إثر اجتماعه مع نظيره الأميركي جو بايدن في البيت الابيض، ليعزّز هذا الاحتمال، إذ أعرب عن تفاؤله بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال الأسابيع المقبلة، وهو لطالما كرّر أن قبرص جزء من الحل.
سفيرة لبنان لدى قبرص كلود الحجل سلّطت، عبر “المدى”، الضوء على الدور القبرصي “الكبير والمهم في المساهمة بإرساء الحلول، وذلك بحكم موقع قبرص الجغرافي في الشرق الأوسط، أضف الى أنها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وتتمتّع بعلاقات ممتازة مع كل دول الجوار ومنها اسرائيل، وبالتالي إنّ قبرص تشكّل جسراً بين الأطراف المختلفة في الشرق الأوسط، وهي ستواصل العمل مع الدول الصديقة، في محاولة للحد من الصراع فيه وإحلال السلام ، ولا ننسى دورها مع الدول المجاورة لها وشركائها في الاتحاد الأوروبي لإنشاء ممر بحري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
وفي الوقت نفسه، أكدت الحجل على دور السفارة اللبنانية مع السلطات القبرصية لتظهير موقف لبنان الرسمي، وأدرجت في هذا السياق مروحة الاتصالات التي أجرتها مع عدد من المسؤولين القبارصة، وفي مقدّمهم الرئيس خريستودوليديس ووزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس، ومديرة الشؤون السياسية سالينا شامبوس، وتحدثت عن لقاء مرتقب لها مع رئيسة مجلس النواب أنيتا ديميتريو، “لدعم المساعي لتحقيق مطلب وقف اطلاق النار وتجديد تمسك لبنان بتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل ووقف الخروقات للسيادة اللبنانية”. ولمست “دعماً قبرصياً للبنان وتأكيداً على ضرورة احترام سيادته وسلامة أراضيه، قبرص التي تعاني من احتلال هي في طليعة الداعين إلى ضرورة احترام سيادة الدول الأخرى”.
وتحدثت الحجل عن دورها ومساعيها مع السلطات القبرصية ولاسيما مع وزير الصحة ميخائيل داميانوس، بعد إبلاغها من السلطات اللبنانية بالاحتياجات الطبية الضرورية، وعليه تم إرسال ثلاثة أطنان من الادوية والمساعدات الانسانية إلى لبنان وعلى دفعتين. كما أشارت الى مبادرات فردية مرتقبة لأبناء الجالية اللبنانية في قبرص، ومن بينها إقامة عشاء يعود ريعه الى لبنان.
وعن إقامة اللبنانيين الذين قصدوا قبرص هرباً من الحرب في لبنان، أوضحت الحجل أنها تبلغت رسميا أن السلطات المختصة ستمدد إقامة كل من دخل البلاد لثلاثة أشهر إضافية بعد درس كل حالة على حدة واستيفاء شروط محددة من قبل السلطات القبرصية المختصة.