عدد النازحين اللبنانيين الى محافظة البقاع بلغ حتى اليوم أكثر من 15 الف ومئة نازح، يتوزّعون على المدارس الرسمية التي اعتمدت كمراكز إيواء، وقاعات خاصة بموافقة أصحابها، إضافة الى أن عددًا كبيرًا جدًا من النازحين قد استأجروا منازل وغرفاً في فنادق، فيما أقام بعضهم لدى أقارب لهم، علماً أن قسمًا من هؤلاء قد نزح من محافظة بعلبك الهرمل وقسم آخر من النبطية والجنوب والضاحية الجنوبية، وقسم نزح من داخل محافظة البقاع.
أما بالنسبة إلى النازحين السوريين فيقيمون في مراكز إيواء خاصة في المحافظة منفصلة عن مراكز إيواء النازحين اللبنانيين.
محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة، المقيم في بعبدا، يأبى أن لا يكون متواجدًا في مركز عمله في المحافظة لمواكبة أوضاع النازحين عن كثب، خصوصًا أنه يترأس غرفة العمليات التابعة للجنة إدارة مخاطر الكوارث والازمات وهي برئاسته أيضاً. ويقول أبو جودة لموقع “المدى”: خط هاتفي مفتوح 24 ساعة على 24، وبتنسيق دائم مع وزير الداخلية بسام مولوي والصليب الاحمر اللبناني”. ويشرح أنه قد سارع الى وضع خطة احترازية للأزمة منذ أكثر من 6 أشهر، أي قبل أن يتوسع العدوان الاسرائيلي على لبنان، “بحيث عقدت سلسلة اجتماعات مع عدد من المنظمات الدولية وتم الاتفاق على توزيع أدوار العمل، فتمكّنا منذ اليوم الاول للنزوح من تأمين مساعدات لجميع النازحين من حصص غذائية ومياه وبطانيات وفرش. كذلك إتصلت برئيس تجمّع صناعيي البقاع في الأيام الأولى للنزوح حيث بادر التجمّع للمساعدة بتأمين المستلزمات الاساسية قبل أن تدخل المنظمات الدولية والجمعيات المحلية والدولية على خط المساعدة، وسعيت الى عقد إجتماع لمجلس الامن الفرعي مخصص للنزوح، للحفاظ على الأمن في مراكز إيواء النازحين والمناطق التي تم استقبالهم فيها. ويمكن أن أؤكد أن المحافظة لم تشهد أي إشكال أمني حتى اليوم”.
وإذ أشار ابو جودة إلى أن المحافظة تؤمّن أغلب متطلبات النازحين، تخوّف من إطالة أمد الأزمة وانعكاساتها على قدرة الاستمرار في تأمينها. أما بالنسبة إلى وسائل التدفئة والمازوت مع اقتراب فصل الشتاء، فلفت إلى أن العمل جار لإحصاء العدد المطلوب بناء على تعميم وزارة الداخلية بالاشتراك مع الهيئة العليا للاغاثة لتأمين المحروقات حسب مراكز الإيواء.
ونوّه أبو جودة أخيرًا بجهود عناصر الصليب الاحمر اللبناني والأجهزة الامنية والعسكرية “الذين يقومون بعمل جبار لتمرير هذه الازمة”.