دعوة مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان، إلى حلّ نفسه وإلقاء السلاح تمهيداً للإنخراط في عملية سلام، ظلت تتفاعل خصوصًا بعدما أعلن الحزب أنه قرر الامتثال لطلب زعيمه بتحقيق السلام وإعلان وقف إطلاق النار بدءاً من السبت، آملاً في أن تطلق تركيا أوجلان كي يتسنّى له قيادة عملية نزع السلاح.
وفيما تتوالى المواقف الترحيبية بخطوة اوجلان، على اعتبار أنها ستضع حدّاً للصراع التركي ـ الكردي، وبالتالي ستسهم في تحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن في المنطقة، أبدى أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية د.جمال واكيم اعتقاده بأن دعوة رئيس حزب العمال الكردستاني ستخلق مشاكل داخل حزبه، وقد تؤدي إلى اقتتال داخلي بين أجنحته المختلفة، ما يهدّد بانشقاق بعضها، وهذا الامر يصبّ في خدمة تركيا التي تحاول احتواء الموضوع الكردي، سواء في سوريا أو بامتداده إلى تركيا، وقد تسعى إلى التعاون مع ايران، في هذا الاطار”.
وأضاف واكيم: أما في ما يتعلّق بشمال شرقي سوريا، فتركيا معنية بهذا الموضوع في الأساس، خصوصًا وأنّ “قسد” إذا نجحت في الدفع باتجاه فدرالية في سوريا تأخذ طابعاً اثنياً، فإنّها ستتّخذ قاعدة من شمال سوريا للضرب في العمق التركي علماً أنّه يوجد ما لا يقلّ عن عشرين مليون كردي في شرق تركيا، وهذا يهدّد بفصل ثلث تركيا عن الدولة المركزية، لذلك أعتقد أنّ تركيا ستكون متورّطة بشكل كبير في ما يجري في شمال سوريا”.
من جهة ثانية، اعتبر واكيم بأن الولايات المتحدة الأميركية تحاول التوصل إلى تسوية مع روسيا، وهذا بطبيعة الحال ينهي الحرب في اوكرانيا على حساب رئيسها فولوديمير زيلينسكي، ولصالح روسيا بدرجة كبيرة.
داخلياً، أبدى واكيم اعتقاده بأنّ “حزب الله” يحاول إعادة بناء قواه الذاتية والتعامل مع الواقع المستجدّ بعد سقوط النظام في سوريا بغية تأمين مصادر لوجستية بديلة عن تلك التي فقدها في سوريا. وفي الوقت نفسه، هو يريد أن يدفع الدولة اللبنانية إلى لعب دورها، في تحرير الأرض، وعجزها عن ذلك سيشكّل حجّة في يد “حزب الله” للاحتفاظ بسلاحه بحكم أنّه حركة مقاومة تسعى لتحرير الأرض.