تنكبّ “الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد” هذه الأيام على جمع المعطيات والمعلومات الواردة اليها من المصادر الرسميّة والمعنيّة، بشأن استلام المساعدات المقدّمة الى لبنان من أجل إغاثة النازحين، بغية درسها وتبيان ما اذا كانت تتطابق مع واقع توزيعها على المستحقّين بعدالة ومساواة وشفافيّة.
وأوضح رئيس الهيئة القاضي كلود كرم لـ”المدى” أنّ بعض الجهات المسؤولة عن استلام المساعدات لم يصلنا منها بعد أي جواب على طلب تزويدنا بمعلومات دقيقة حول آلية التوزيع “، وتحدّث عن مهل قانونية “لكننا نتساهل قليلاً نظراً الى الأوضاع الأمنية السائدة “. وقال: “نحن نراقب كل المعطيات التي نُشرت، وتلك التي تصلنا، فالبعض زوّدنا بما لديه من معطيات، لكن البعض الآخر لم يفعل، ويمكن أنه يريد بعض الوقت، نظراً الى أنّ الجسر الجوي مستمرّ في نقل المساعدات الدولية، والهيئة ناشطة اليوم في جمع ما تيسّر لها من معلومات وتحليلها لمعاينة أي تقصير في التوزيع وملاحقته إن وُجِد، مع الجهات المعنية”.
وناشد كرم كل الجهات التي تشارك في عملية استلام المساعدات وتوزيعها التعاون مع الهيئة وتسهيل مهامها وتزويدها بكامل المعطيات المفصّلة لمراقبة كيفية الاستلام والتوزيع، وحذّر من أنّه سيعلن على الملأ من هي الجهات التي لم تتعاون.
ولفت كرم الى “أنّ البعض لا يعي بعد ما هو دور هيئة مكافحة الفساد ولا صلاحياتها ولا مهمّاتها، شارحاً أنّها هيئة إدارية مستقلّة غير مرتبطة بأي مرجع آخر، وهي جاهزة للعمل، وبعدد قليل من الموظفين بالإعارة، علماً أنّ الكادر الوظيفي يضمّ 85 موظّفاً، فثمّة من يعرقل تكوين هذا الجهاز لأسباب لا نعرفها”.