أكَّدت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لصحيفة “البناء” أن “الحزب يعمل على تقريب وجهات النظر وتبريد الأجواء بين الوطني الحر والمستقبل والابتعاد عن استحقاقات الانتخابات النيابية والرئاسية”، مشيرة الى أنه “لا يمكن رمي المسؤولية على حزب الله الذي هو جزء من الفريق الفاعل في الدولة، لكنه ليس الوحيد، علماً انه لا يتهرب من المسؤولية، فيما المسؤولية الاساس تقع على اصحاب السياسات الاقتصادية والمالية النقدية والمصرفية طيلة ثلاثين سنة الماضية”. وذكرت الأوساط بأن “السيد حسن نصرالله أعلن في أكثر من خطاب استعداده لتحمل جزء من المسؤولية ودعا جميع القوى للتكاتف لإنقاذ البلد… فلماذا الإصرار على تحميل الحزب المسؤولية”؟ وأكدت بأن “ليس لدى حزب الله مبادرة جديدة غير مبادرة بري بل الحزب انطلق بجولة اتصالات مع التيار من النقطة التي انتهت اليها مشاورات رئيس المجلس وتحديداً عقدة الوزيرين المسيحيين وثقة التيار”.
ورجحت الأوساط اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن التأليف خلال شهرين واستثمار هذه الخطوة برفع شعبيته في الساحتين السنية والوطنية قبيل الانتخابات النيابية لإعادة تعويم نفسه، وبالتالي فالمتوقع في هذه الحالة “الذهاب الى تأليف حكومة انتخابات برئاسة شخصية يوافق عليها الحريري، لكن الأمر يحتاج الى غطاء اقليمي دولي، أو استمرار حكومة حسان دياب بتصريف الأعمال مع توسيع هامش صلاحياتها”. وأضافت الأوساط: “اذا كان قرار الأميركيين بدفع البلد الى الانهيار والانفجار، فهذا يعني عدم تأليف حكومة انتخابات أيضاً”. وتحدثت الاوساط عن “مقاربتين لدى الأميركيين للوضع اللبناني، الاولى: عدم دفع الامور للانهيار الكبير الذي سيؤدي الى تقويض مؤسسات الدولة لا سيما الجيش وقوى الأمن الداخلي، ما سيدفع البلد الى حضن حزب الله الأكثر قوة وتنظيماً، وبالتالي الأفضل ترميم الأمور بشكل متدرج والاحتواء المرن لحزب الله وحلفائه افضل من الاحتواء الصلب. المقاربة الثانية تولد قناعة أميركية بأن حزب الله لن يغيّر سلوكه والعهد لن يغير مواقفه، وعلينا ممارسة المزيد من الضغط فيما تبقى من شهور ولاية العهد، لدفعه للالتزام بالشروط السياسية والبنود المالية والاقتصادية لصندوق النقد الدولي”، ملاحظة أنه “من غير الواضح أية مقاربة ستطبق منهما، لكننا لانزال نترنح بين مرحلتين غياب الحل التام وعدم الوقوع في الفوضى الشاملة”.
وليلاً ترددت معلومات عن اتجاه لدى الحريري لتقديم اعتذاره فور عودته الى لبنان، نفت مصادر مستقبلية لـ”البناء” هذه المعلومات، مؤكدة أن خيار الاعتذار لم يتخذ بعد رغم أن كل الخيارات واردة، وأكدت بأن الحريري لا يزال خارج لبنان.