ترجم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «قلقه» من نية «اسرائيل» القيام بعملية واسعة في الجنوب، في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو امس، دعا خلاله الى خفض وتيرة التصعيد، مجددا الحديث عن محاولات فرنسية لمنع التدهور الى حرب شاملة. الاعلان عن فحوى هذا الاتصال من مكتب الرئيس الفرنسي، تزامن مع تسريب معلومات مجهولة المصدر عن زيارة محتملة للمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت هذا الاسبوع، ربطا بتطورات غير محددة سياسيا وميدانيا، رجحت مصادر مطلعة ان يكون جزءا من الضغوط المتجددة على حزب الله، لجره الى تفاهمات حدودية بعيدا عن جبهة غزة، من خلال ايحاء الفرنسيين بان التصعيد «الاسرائيلي» بات «قاب قوسين» او ادنى، وانه بالامكان كبح جماح حكومة نتانياهو من خلال القبول بالافكار الفرنسية- الاميركية «المنقحة»، والتي تقضي بعودة الهدوء التدريجي الى الحدود.
لكن حتى مساء امس، وبحسب الديار لم يكن قد حصل اي تواصل جدي مع الفرنسيين حول افكارهم، التي سبق وحملها معه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى بيروت، ويبدو انه لا جديد نوعي يمكن ان يغري حزب الله للموافقة على اي طرح، لا يكون وقف النار في غزة من ضمنه.
وفيما يتحرك الاستحقاق الرئاسي اليوم عبر الزيارة المرتقبة لسفراء مجموعة «الخماسية» الى عين التينة اليوم، يتقدم ملف النزوح السوري على ما عداه داخليا، حيث يعقد اليوم اجتماع قضائي – وزاري لبحث آلية ترحيل الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية.
في هذ الوقت، يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل، على أن ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، للإعلان عن حزمة مالية من الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في موضوع اللجوء السوري، وبهدف منع اللاجئين من الوصول بحراً إلى قبرص، وذلك تحضيراً للمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل أواخر شهر أيار.
هذه الخطوة ترى فيها مصادر وزارية استمرار للنهج الاوروبي في دعم بقاء النازحين في اماكن النزوح، وهو ما ظهرته جولة مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي على رأس وفد، على القيادات اللبنانية امس، وخلال اللقاء طالب ميقاتي من الاتحاد الاوروبي تغيير سياسته لتمويل العودة، فيما ركز المسؤول الاوروبي على تشديد الاجراءات لمنع الهجرة! وبعد الظهر زار فارهيلي والوفد مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى الرئيس بري، كما التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة.