روسيا “وصفة سحرية” للسعودية والإمارات؟ (د. وفيق إبراهيم-البناء)

الأربعاء ١٦ تشرين الأول ٢٠١٩

روسيا “وصفة سحرية” للسعودية والإمارات؟ (د. وفيق إبراهيم-البناء)

المعادلة التي يستند اليها الرئيس الروسي بوتين في زياراته الحالية لكلّ من السعودية والإمارات تقوم على مبدأ التوقيت الاستراتيجي الملائم، وتبادل منافع فيها سياسة متوسطة والكثير من الاقتصاد.

أما وسائل الإعلام فتتعامل مع هذا الاختراق الروسي لقلب الجيوبوليتيك الأميركي على أساس انه إعلان باقتحام روسيا نادي العالم المتعدّد القطب من بواباته الأساسية وتموضعها المريح في أرجائه.

هذه الزيارة اذاً هي الخطوة الأولى في مسيرة بوتينية طويلة الأمد والمدى، لكنها تأتي مثابة إعلان جهوري بأنّ لدى روسيا حلولاً للبلدان المتراجعة التي تكتنز أهميات استراتيجية واقتصادية.

اما عناصر تسهيل مهماتها فتبدأ من أنّ روسيا لم تعُد دولة ايديولوجية كسلفها السوفياتي. وبالتالي فهي لا تفرّق في علاقاتها بين الدول على أسس مبدئية لأنها تريد الاستثمار في نجاحاتها الاستراتيجية في أميركا الجنوبية وأوروبا الشرقية والغربية وآسيا والشرق الأوسط على مستوى الترجمة الاقتصادية.

هناك إذاً مسلّمة روسية جديدة تناقض ما كان يؤمن به أسلافها الذين كانوا يقسمون العالم بين صديق وعدو، فيما يعتبر الروس الحاليون أنّ العدو هو مشروع صديق يحتاج الى توقيت ملائم وإنجازات كي ينتقل من تموضع الى آخر، وكذلك الحيادي.

لذلك تريّث بوتين بالذهاب الى بلدان قلب المحور الأميركي لاستكمال عدة الإقناع الخاصة به.

وما ان عاودت موسكو الانتشار في أصقاع الأرض بعد سلسلة حروب حتى انحازت فيها الى الخطوط المناهضة للهيمنة الأميركية ونجحت بتشكيل مدى جيوبوليتيكي جديد بانتزاع مدى واسع حتى بدأت أخيراً برحلة القطب الباحث عن المتانة الاقتصادية.

لماذا التدحرج الروسي نحو الخليج الآن؟

هناك نوع من الحلف الروسي السعودي ينظم أوضاع إنتاج النفط في العالم ومتانته أمّنت نسبياً تفاهمات سياسية بينهما في أكثر من مكان مع الاختلاف في بلدين فقط هما سورية وإيران.

حتى انّ وجهة النظر الروسية في أزمة اليمن هي أقرب إلى السعودية من منافسيها هناك.

ما يؤكد انّ روسيا المنتصرة في سورية على الحلف الأميركي السعودي الإماراتي انتظرت تراجع الأدوار السعودية في سورية والعراق واليمن وإيران واستثمرت في الرفض الأميركي لما كانت تريده الرياض من قصف لإيران بعد إصابة مصافٍ في أرامكو بصواريخ ومسيّرات تبناها أنصار الله الحوثيون، لكن الرياض والأميركيين اتهموا الحرس الثوري الإيراني بها.

كما أنّ البيت الأبيض تخلّى عن سورية فيما أدواره في العراق واليمن لم تعد حاسمة ومقابل تراجع الأدوار السعودية الإماراتية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي يتقدم الدور الإيراني على الرغم من الحصار الاميركي.

لقد شكلت السياسات المتردّدة للرئيس الأميركي ترامب قلقاً سعودياً وإماراتياً أصبح ذعراً على مستقبل بلادهما السياسي وسط عودة سورية سياسياً وتقدّم إيران وصلابة حلف إيران في العراق وسورية ولبنان، وعودة الأتراك إلى لغة الاستعمار القديم لتلبية مشروعين: عثماني كامن وآخر للاخوان المسلمين بلبوس تركي. وهذا يرفع من الرهبة السعودية الإماراتية. فإذا كانت حدود إيران الإقليمية لا تستطيع ان تتعدّى حدود السنة العرب والمسلمين لشيعية بلاد فارس فإنّ الطموح التركي يُقدّم نفسه ممثلاً تاريخياً للمسلمين السنة ابتداء من العام 1516 أيّ قبل تأسيس السعودية بأربعة قرون على الأقلّ.

لذلك وجدت السعودية نفسها أمام تخلّ أميركي وحصار تركي إيراني متواكب مع منافسة لأميركيين يريدون تسويق نفطهم وغازهم الصخريين على حساب إنتاجها من الأنواع الرملية.

لجهة الروس فهم على عكس السعودية والإمارات، لا ينفكّون يسجلون الصعود السياسي تلو الآخر ولديهم معوقات اقتصادية وأولها أنّ أراضي روسيا تحتوي على أربعين في المئة من ثروات الأرض، لكن لا قدرة لهم على استثمارها، وهم في طليعة منتجي الأسلحة، لكن اسواقهم لا تزال في بداياتها، كما يواصلون الاعتماد في 40 في المئة من موازناتهم على بيع النفط والغاز.

لذلك بدت الحاجة متبادلة والتوقيت ملائم للبدء بنسج علاقات اقتصادية عميقة بين الطرفين تتمتع بقدرة على وقف التراجع السعودي والإماراتي المريع ودفع موسكو الى مزيد من التقدم.

إنّ ما تريده روسيا هو الاستثمار الخليجي في مواردها الاقتصادية بقسم من تلك الاحتياطات المالية الضخمة المودعة في مصارف الغرب.

هذا الى جانب شرعية المرور الروسي الى العالم الإسلامي بلبوس أصحاب الحرمين الشريفين مع التنسيق الدائم في أسواق الطاقة والتركيز على الغاز الذي تحتلّ روسيا رأس لائحة منتجيه. فيما تمتلك السعودية احتياطات هائلة منه.

الحاجات إذاً متبادلة، لكن موسكو لديها القدرة على وقف التراجعات السياسية الضخمة للرياض بطريقة وقف التدهور المريع في علاقاتها مع إيران وسورية وبالتالي مع العراق واليمن. وهذا بمفرده أكثر من كافٍ لوقف الأزمة البنيوية للسعودية.

فبوتين قادر على أداء دور الوسيط الفاعل بين الرياض وطهران بما له من أهمية عند الإيرانيين وربما يؤمّن الروس مصداقية للوساطة الحالية التي يقوم بها بين البلدين رئيس وزراء باكستان عمران خان فيدفعونها الى النجاح، وبمقدورهم أيضاً تحقيق سجل أبيض جديد بين آل سعود وسورية على قاعدة التعاون ضمن الحدود المقبولة، وهذا يستتبع انفراجات واسعة مع العراق.

أما العقدة الأهمّ فهي اليمن المستتبع الذي أوقعت السعودية نفسها فيه.

لذلك ترى السعودية انّ دفعاً إيرانياً بزخم روسي قادر على إيجاد حلّ سياسي للصراع اليمني السعودي وبشكل جذري.

لذلك فإنّ روسيا وصفة سحرية تعيد تجديد الأدوار السعودية المنهارة ومعها أدوار دولة الإمارات اللاهثة وراء استثمارات اقتصادية موجودة بشكل أكيد في 14 مليون كيلومتر مربع تقريباً هي مساحة روسيا.

يتبيّن بالاستنتاج مدى التكامل الممكن بين الدول الثلاث، لكن السؤال هنا يتعلق بمدى القبول الأميركي به والمدى الذي قد يستعملونه لإيقافه.

لذلك، فالمرجّح ولادة تطور اقتصادي صرف في علاقات هذه الدول، يترقب الفرص الأكثر ملائمة لترجمتها سياسياً في أوقات لم تعد بعيدة أبداً ويصنعها جنون ترامب وشركائه.

شارك الخبر

مباشر مباشر

08:26 am

اكتمال فريق فيلم سيرة مايكل جاكسون

08:24 am

السعودية ترحب بالتدابير الاحترازية لمحكمة العدل الدولية

08:22 am

إعلام إسرائيلي: نتنياهو يفشل في كل الجبهات.. ويدفع “إسرائيل” نحو الهاوية

08:19 am

شهداء وجرحى في مجازر جديدة ارتكبها العدو في قطاع غزة

08:10 am

6 جرحى في 3 حوادث سير خلال 24 ساعة

08:08 am

هل يُرحّل ملف الرئاسة الى مُؤتمر “دوحة – 2″؟

08:05 am

لقاء فرنسي مع حزب الله لمتابعة الوضع الجنوبي والـ1701

08:00 am

مصادر التيار: سياسة النكايات الني ينتهجها جعجع تهدد حقيقة الدور المسيحي في البلد

07:57 am

زيارة صفا الى الامارات: المقاومة لم تقدم اي تعهدات

07:51 am

سياحة الأعياد «نص نص».. والفنادق خارج السباق (ايفا ابي حيدر – الجمهورية)

07:46 am

طوني فرنجية لـ«الجمهورية»: لهذا تغيّبنا عن لقاء بكركي وموقف «القوات» مُستغرب (عماد مرمل – الجمهورية)

07:44 am

لا رئيس للجمهورية في المدى المنظور

07:39 am

إيطاليا مستعدة لدعم لبنان

07:35 am

واشنطن لحلول ديبلوماسية.. واستعادة الهدوء في الجنوب

07:28 am

لبنان يمر بمرحلة دقيقة وخاصة القرى الحدودية

07:22 am

اعادة تعويم مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني”..

07:20 am

الدفاع الروسية: إحباط محاولة هجوم إرهابي لنظام كييف باستخدام 15 صاروخاً لراجمات “فامباير” وتدميرها فوق أراضي بيلغورود

07:17 am

كلمة السيد نصر الله اليوم مراجعة لحرب الـ6 أشهر

07:13 am

المسيحيون كما يراهم جعجع: بخير طالما يعادون الشيعة! (غسان سعود – الأخبار)

07:11 am

ملاحظات غربية على «تماهي» الحكومة مع حزب الله (هيام القصيفي – الأخبار)

07:09 am

“مرضى الوزارة”: عودة التعرفة إلى ما قبل الأزمة

07:05 am

وزير التربية يقتحم مدرسة لإقالة مديرة!

07:02 am

3 مليارات دولار ودائع “فريش” في المصارف

06:58 am

كارتيل الأفران يهدّد الضمان: سنرفع سعر الخبز!

06:54 am

الاحتكار يضرب مجدّداً: شركات الاسمنت تتهرّب من 370 مليون دولار

06:46 am

رسائل حزب الله النارية: تدمير المستوطنات أو التزام القواعد

06:39 am

عناوين الصحف الصادرة اليوم

06:32 am

أسرار الصحف الصادرة اليوم

06:28 am

قتلى وجرحى بعدوان إسرائيلي على حلب تزامناً مع اعتداءٍ للجماعات المسلحة بالطيران المُسيّر

06:24 am

المقاومة: استهداف آليات ‏العدو عند دخولها إلى موقع المالكية

11:10 pm

بوتين: إذا زود الغرب أوكرانيا بمقاتلات “إف-16” فستقوم القوات الروسية بإسقاطها

10:42 pm

الدفاع السورية: إصابة شخصين في ضربة جوية إسرائيلية خارج دمشق

10:37 pm

جريصاتي: تصفية الحسابات الشخصية والحملات المأجورة على جهاز امن الدولة لن تفيد

10:07 pm

القصف المدفعي المعادي يستهدف محيط الحمامص

10:00 pm

الخارجية الفلسطينية ترحب بقرار العدل الدولية فرض تدابير احترازية جديدة على إسرائيل

09:55 pm

القناة 12 الإسرائيلية”: رئيس الموساد يرى إمكان عقد صفقة إذا أبدت إسرائيل مرونة بشأن عودة سكان شمال غزة رغم رد حماس

09:41 pm

كتيلي: ثقافة التفاهم والانفتاح vs عقلية التصادم والانعزال…

09:22 pm

الجيش: دهم منازل مطلوبين وتوقيف 3 أشخاص في بلدة مرياطة – زغرتا

09:08 pm

السيد الحوثي: أقول للصهاينة لا تفرحوا بالجرائم فهي تأخذكم بشكل أسرع إلى طريق الزوال الحتمي وستجرفكم من أرض فلسطين

09:00 pm

أبو العردات عزي بشهداء الناقورة والهبارية