مع تصاعد الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره السابق إيلون ماسك، يواجه الزوجان ستيفن وكايتي ميلر، معضلةً لا مثيل لها، بعدما وجدا نفسيهما على طرفي نقيض في انفصال الرئيس والملياردير.
ويشغل ستيفن ميلر حالياً منصب نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض وهو مقرّب من ترامب ومتشدد في قضايا الهجرة، بينما كانت زوجلته كايتي ميلر حتى وقت قريب تعمل مستشارة ومتحدثة باسم وزارة كفاءة الحكومة (DOGE)، التابعة لماسك.
وفي سياق الخلاف الذي نشب بين ترامب وماسك، سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على قصة الزوجين الذين وجدا نفسيهما حائرين في أزمة على أعلى مستوى، مشيرة إلى النفوذ الممتد، وشبكة العلاقات التي تجعمها مع كل من الرئيس والملياردير.
وذكرت الصحيفة أنه “في الأسبوع الماضي، وبينما كان ماسك يغادر واشنطن، بعد أن سلمه الرئيس مفتاحاً ذهبياً، وبدت عينه سوداء غامضة، وجد آل ميلر نفسيهما في دائرة الضوء. فقد وردت تقارير إخبارية تفيد بأن ميلر ستترك وزارة كفاءة الحكومة أيضاً للعمل لدى ماسك بدوام كامل، وهو تطور أثار تكهنات حول علاقتها بالإدارة الأميركية وزوجها.
ازدادت حدة هذا الجدل، الخميس، عندما دخل ماسك وترامب في مناوشات طويلة، تضمّنت إشارته إلى أن الرئيس ناكر للجميل لأكثر من 250 مليون دولار أنفقها الملياردير على انتخابه، بينما قال ترامب إنه يستطيع إلغاء العقود الحكومية العديدة التي أبرمها قطب الأعمال.
وبحلول عصر الخميس، بدا أن هذا الجدل قد امتدّ إلى دائرة آل ميلر مجدداً، عندما ذكرت مصادر مطلعة أن ماسك قد توقف عن متابعة ميلر والعديد من القادة المحافظين الآخرين على “إكس”، التي يملكها.
وكانت كايتي ميلر شخصية محورية في ولاية ترامب الأولى، حيث تولت مسؤولية الاتصالات مع نائب الرئيس مايك بنس، وأقامت علاقات قوية مع صقور الحزب الجمهوري.لكن مع الخلاف بين أغنى رجل في العالم والرئيس، وجدت ميلر نفسها في قلب المؤامرات، وأصبحت حياتها الشخصية موضع تساؤل، بينما يتساءل حلفاؤها السابقون عن ولاءاتها، بحسب “نيويورك تايمز”.
وقال مسؤول عرفها في البيت الأبيض في عهد ترامب: “في نهاية المطاف، كايتي شديدة الوفاء”. وأضاف: “هذا الولاء هو ما يجعلها مدافعة شرسة وفعّالة، سواءً كان ذلك عن مايك بنس أو ترامب أو الآن عن إيلون ماسك، لكن هذا الولاء سيوضع على المحك.. أعتقد أن هناك نقطة تحول على الأرجح”، بحسب صحيفة “تليغراف” البريطانية.
كانت كايتي، التي كانت تُعرف آنذاك باسم كايتي وولدمان، قد انضمت إلى البيت الأبيض في عام 2019 خلال الولاية الأولى لترامب، وجلبت طابعاً هجومياً إلى فريق نائب الرئيس الهادئ. وأصبحت مشهداً مألوفاً أنها تؤنب الصحفيين بسبب التغطية غير المواتية أو الأسئلة المحرجة. وقد وجدت الحب مع ستيفن ميلر، الذي كان يزداد نفوذاً ككاتب خطابات ومهندس لسياسات الهجرة المتشددة التي انتهجها الرئيس.
حضر ترامب حفل زفافهما الذي أُقيم في فندقه بواشنطن العاصمة أوائل عام 2020. وقال ترامب مازحاً حينها، وفقاً لما نُقل عنه: “هو الوحيد الذي يمكنه أن يقيم زفافاً لعيناً في عطلة نهاية أسبوع يوم الرؤساء!
فيما ظلّ ميلر مع ترامب خلال سنوات عزلته بعد هزيمته في انتخابات ذلك العام، لكن زوجته أُقصيت بهدوء من فريق بنس بينما كان يستعد لخوض غمار الانتخابات الرئاسية.
وأشارت صحيفة “تليغراف” أن أسلوب كايتي العدواني وضعها على خلاف مع كارين بنس، زوجة نائب الرئيس، وهو ما عزز مكانتها في دائرة ترامب، حيث أصبحت عائلة بنس شخصيات مكروهة بعد رفض نائب الرئيس إعلان فوز ترامب في انتخابات 2020.
وكان ميلر مقرباً أيضاً من ماسك في الماضي، مما ساهم في تعزيز الصداقة التي كانت نابضة بالحياة بينه وبين الرئيس. وقد انتقد الرجلان المهاجرين غير الشرعيين، وتشاورا بشأن التبرعات السياسية.