ستيني لبناني تغلب على كورونا: كأنني عدت من موت محتّم

الأحد ٢٤ أيار ٢٠٢٠

ستيني لبناني تغلب على كورونا: كأنني عدت من موت محتّم

إيناس شري- الشرق الأوسط

«لم أكن أعرف حينها إن كنت ميتاً أم على قيد الحياة، لكنني أعرف اليوم جيداً أنني عدّت إلى الحياة من جديد أكثر تمسكاً بها وبأحبتي، جسدي لم يستعد كامل عافيته حتى اللحظة، فأنا مريض سابق بـ(كورونا)، أنا العائد من الموت المحتّم»، هكذا يلخّص إلياس قازريان (60 عاماً) تجربته مع الوباء الذي اجتاح العالم واختاره ليكون بين المصابين.

كان إلياس، وهو يعمل في مجال تصليح المكيفات، من أوّل الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس المستجد في لبنان، كان ذلك في مارس (آذار) الماضي إثر مخالطته ومن دون علمه طبعاً أشخاصاً التقطوا فيروس كورونا أثناء تواجدهم خارج لبنان.

شعر إلياس في أحد أيام مارس الماضي والذي لا يذكر تاريخه بالتحديد، بتعب وضيق تنفس ترافقا مع ارتفاع كبير بدرجة حرارة جسمه، لم يكن فيروس كورونا منتشراً في لبنان كما اليوم؛ لذلك ظنّ بداية أن ما أصابه نزلة برد عادية، لكنّ التعب أخذ يزداد وكذلك ضيق التنفس وارتفاع الحرارة، فشعر أنّ الأمر ليس مرضاً عادياً، حجر نفسه في غرفته، لكن ليس حجراً كاملاً كما يقول؛ إذ إن تدابير الوقاية من هذا الفيروس لم تكن قد وصلت إلى كل بيت.

بعد مضي ثلاثة أيام على ظهور العوارض قرّر إلياس الذهاب إلى المستشفى، حيث أجري له فحص الـ«بي سي آر» وكانت النتيجة إيجابية.

«اتصلوا بي من المستشفى مساء، وطلبوا مني أن أحضر بسيارة الإسعاف فوراً لأنّ نتيجتي إيجابية» يقول إلياس في حديث مع «الشرق الأوسط»، مضيفاً «انتابني الخوف والارتباك، فكّرت طبعاً بالموت وبالألم، المعلومات عن الفيروس لم تكن كما اليوم، خفت على من خالطتهم على ولدي وعلى العاملين معي، لا أريد أنّ أكون السبب في مرضهم، أعرف أنّني لست مذنباً، لكنّ الشعور بأن تسبب المرض للآخرين موجع جداً، ربما أكثر من المرض نفسه، هذا الشعور مخيف أكثر من الموت».

وعندما وصل إلياس إلى المستشفى قال الأطباء له، إن نسبة الأوكسجين منخفضة جداً في جسمه، وبعدها دخل إلى غرفة العناية المشددة ولم يعد يعي ما يدور حوله.

ستة عشر يوماً قضاها إلياس في غرفة العناية المركزة، يتنفس بواسطة الأجهزة، لا يذكر من هذه المرحلة إلا شعوراً مزعجاً كأنه مقيد بحبال. يتحدث إلياس عن أمور كان يراها حينها، لا يعرف إن كانت أحلاماً أو تخيلات، يقول إنه كان يظنّ في بعض الأحيان أنه في مستشفى للمجانين، وفي أحيان أخرى لم يكن يعرف إذا كان على قيد الحياة أو ميتاً.

بعد 16 يوماً فتّح إلياس عينيه ليرى أناساً يرتدون لباساً أزرق وغطاءً للوجه، وسمع أحد الأطباء يخبره بأنه عاد إلى الحياة بعدما كانت حالته صعبة جداً، إذ إنه كاد يفارق الحياة في اليوم التاسع حين توقفت الآلات فجأة عن العمل منذرة بموته كما أخبره الطبيب منذ أيام.

وبعد العناية المركزة، نُقل إلياس إلى غرفة انعاش، حيث بقي أكثر من أسبوعين يتابع علاجه، خلال هذه المرحلة لم يعانِ من أوجاع يذكرها سوى ضيق التنفس، لكنّه كان يشتاق إلى ولديه اللذين كان يتحدث إليهما عبر الهاتف «يقوونه ويقويهم» على حد تعبيره، وكان يخاف من الموت؛ لأنه لا يريد لوالده أن يفقد ابناً آخر وهو الذي فارق الكثير من الأحبة.

كان إلياس خلال هذه الفترة يشعر أيضاً براحة وفرح كبيرين ينتابانه كلّما تذكر أنه عاد إلى الحياة وأنه لم يتسبب لأي شخص بالأذى عن طريق نقل العدوى. كانت عودة إلياس الكاملة إلى الحياة قبل أيام قليلة، إذ استأنف عمله بعد فترة من الحجر ومتابعة العلاج المنزلي، ولكنّه لم يستعد عافيته كاملة كما يقول، إذ إنه بات ملزما بأخذ دواء للسكري والضغط مع العلم بأنه لم يكن يعاني من أي مرض مزمن قبل إصابته بـ«كورونا».

لا يملك إلياس وكذلك الأطباء كما يقول أي إجابة واضحة عن إصابته المستجدة بالسكري والضغط، وما إذا كان الأمر سيستمر معه أم أنه من تبعات الفيروس المؤقتة، ولا سيما أنه كان قد أجرى فحوصات قبل إصابته بـ«كورونا» بثلاثة أشهر ولم يظهر لديه أي مرض.

ويتحدث عن أوجاع ظهرت بعد إصابته بـ«كورونا» واستمرت بعد شفائه أبرزها وجع العظام وتنميل اليدين، كما يخبرنا عن جسده الذي لم يعد كما كان بعد فقدانه 20 كيلوغراماً من وزنه، ويقول «جسدي في حاجة إلى وقت ليعود كما كان سابقاً، لست كما قبل إصابتي، ولكنني على قيد الحياة، وبحال جيدة».

في يوم عمله الأول عرف إلياس أن بعض الناس ستستمر بمعاملته كمريض «كوفيد – 19» فتتجنبه وتخاف منه؛ إذ لا يملك الجميع الوعي لمعرفة أنّه شُفي وأنه لم يعد يحمل الفيروس لينقله.

وفي هذا الإطار يقول إلياس «عندما يتصل بي أحد الزبائن أخبره بأنني أصبت بـ(كورونا) وشفيت، لكن للأسف البعض يعتذر مني بحجّة الوقاية، لا أعتب على أحد ولا أجادل، أنا لا أخجل من تجربتي، المرض ليس عيباً، ولا أريد لأحد أن يلموني ويحملني ذنباُ ليس ذنبي، لذلك لا أذهب إلى أحد قبل أن أخبره بأنني مريض سابق بـ(كورونا)».

يقبل إلياس على الحياة بحماسة كبيرة، فهو يعرف اليوم قيمة الحياة أكثر من أي وقت مضى، يشعر بأن لديه مناعة أكبر، لكنّه في الوقت نفسه يلتزم التدابير الوقائية بشكل كبير، يفرح حين يتذكر أنه عاد إلى الحياة مجدداً، لكنه لا ينفي أنّ الأمر لم يكن سهلاً، لذلك يصر على إيصال رسالتين أولهما أنّ «(كورونا) ليست مزحة» والأخرى أنّ «المرض ليس عيباً والمريض ليس مذنباً».

شارك الخبر

مباشر مباشر

01:59 pm

طائرات العدو الإسرائيلي تشن غارات شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة (الجزيرة)

01:55 pm

وفاة رئيس مجلس إدارة “OMT” في لبنان

01:49 pm

جيش العدو الإسرائيلي: أضرار طفيفة في بلدة جولس بالجليل الأعلى إثر سقوط شظايا ناتجة عن اعتراض مسيرة

01:43 pm

فرنسا: الشرطة تعتدي بالضرب على عدد من الطلاب المحتجين أمام جامعة العلوم السياسية في باريس

01:42 pm

الأوقاف الإسلامية في القدس: 30 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى رغم تضييقات العدو

01:38 pm

يزبك: المقاومة في لبنان تخوض حربها مع العدو إسنادًا ودفاعًا

01:33 pm

سلام التقى وزير خارجية قطر وتشديد على متانة العلاقة بين البلدين ودورها في تعزيز الاستقرار

01:31 pm

قصف مدفعي اسرائيلي يستهدف اطراف بلدة الناقورة (المنار)

01:30 pm

احتجاجات في هذه الأثناء أمام منزل عضو كابينت الحرب بني غانتس تطالبه بالاستقالة في حال عدم إبرام صفقة الآن (الميادين)

01:30 pm

قناة 13 الاسرائيلية: اندلاع حريق في الجليل الغربي قرب يركا عقب سقوط جسم مشبوه بعد دوي صفارات الإنذار

01:25 pm

شيخ العقل: معاً نفكر ونعمل ونحقق النجاح شعارنا

01:23 pm

وزير المال الإسرائيلي: أي زعيم إسرائيلي يوافق على مطالب السنوار بشأن إنهاء الحرب يهمل عمدًا أمن مواطني “إسرائيل”

01:22 pm

الحكومة الفرنسية: الحزم “كامل وسيظل” ضد الاحتجاجات في الجامعات

01:21 pm

“الحريديم” يحرقون العلم الإسرائيلي أمام مقر التجنيد في “تل أبيب”

01:15 pm

قبلان: يجب أن نجتمع كعائلة وطنية حتى ننتهي من المشهد الانقسامي

01:07 pm

بايدن يعين مستشارًا جديدًا لمعالجة مستويات الهجرة

01:03 pm

قناة 12 الاسرائيلية: عقب دوي صفارات الإنذار في الجليل الغربي تم رصد إطلاق صاروخ اعتراضي تجاه هدف مشبوه في “يركا”

01:01 pm

بريتني سبيرز وسام أصغري يتوصلان إلى تسوية للطلاق

12:57 pm

الكرملين يعتبر تصريحات ماكرون بشأن إرسال قوات الى أوكرانيا “خطرة للغاية”

12:57 pm

الشرطة الفرنسية تتدخل لإخراج ناشطين مؤيدين للفلسطينيين من معهد العلوم السياسية في باريس

12:56 pm

اعلام العدو: صفارات الإنذار تدوي في عدد من المستوطنات بالجليل الغربي

12:54 pm

فضل الله شدد على ضرورة تنظيم النزوح السوري ومعالجة أسبابه

12:48 pm

شركة “غازبروم” الروسية تعلن عن تراجع إيراداتها

12:45 pm

مؤتمر صحافي لباسيل غداً

12:39 pm

انقاذ مواطن من مقابل شاطئ الروشة

12:30 pm

الدفاع التركية: تحييد 32 مسلحًا من حزب العمال الكردستاني شمالي العراق

12:26 pm

الأونروا: ارتقاء 10 آلاف إمرأة فلسطينية وإصابة 19 آلف آخرين نتيجة عدوان العدو المتواصل على قطاع غزة

12:22 pm

الصحة العالمية: اجتياح رفح سيؤدي إلى توقف المساعدات الطبية لقطاع غزة

12:20 pm

الأمم المتحدة: انتشال الجثث من تحت الأنقاض في غزة بالإمكانيات المتاحة سيستغرق 3 سنوات

12:15 pm

اجتماع بين أعضاء بمجلس الشيوخ الاميركي والجنائية الدولية

12:12 pm

يوحنا العاشر في رسالة الفصح: نصلي ليرفع الله عن عالمه ويلات الحروب ويبلسم النفوس

12:05 pm

الحاج حسن جال في معرض أسبوع البيئة والزراعة 2024 في الرياض

12:00 pm

اللجنة الفاعلة لمتعاقدي الاساسي: لخطة تربوية توضع قبل بدء السنة الدراسية يحدد فيها مسار العام

11:55 am

أسعار الغذاء تواصل الارتفاع عالمياً للشهر الثاني في نيسان

11:52 am

منظمو “يوروفيجن” يستعدون لحظر الأعلام أو الرموز الفلسطينية

11:43 am

اشتباكات بين مؤيدين لفلسطين وآخرين لـ”إسرائيل” في جامعة سيدني

11:30 am

بعد أيام من إلغاء حكم بسجنه 23 عامًا.. هارفي واينستين أمام المحكمة مجددًا

11:26 am

ماريلاند الأميركية تعلن خطة وتكاليف إعادة بناء جسر بالتيمور

11:23 am

ثورة في مجال مختبرات طب الأسنان في الجامعة الأنطونية

11:16 am

الدوري الأوروبي: تعادل في “النزال الأول” بين مارسيليا وأتالانتا