أفادت صحيفة “الاخبار”، بأنه في لحظة انتفاخ، خرجَت قوى ما كانَ يُعرف بـ 14 آذار للاحتفال بسقوط النظام في سوريا و«تحرير دمشق وبيروت». وكعادته، تصدّر سمير جعجع المشهد، مُفرطاً كالعادة في ادّعاء إنجازات لا ضلع له فيها، محاولاً قطف اللحظة التي اعتبرها «يوم خزي وعار بالنسبة إلى اللبنانيين الذين استمروا عشرات السنوات يمسّحون الجوخ لنظام الأسد لأجل القليل من الجبنة والقليل من المناصب السياسية»، مُسقطاً من تاريخه زيارته إلى القرداحة لتقديم واجب العزاء لآل الأسد بعد وفاة باسل حافظ الأسد. جزمَ رئيس «القوات» بنهائية النتائج في سوريا والمنطقة، وبدأ برسم المشهد السياسي المقبل في البلد، على قياسه، وتقمّص دوره الدائم كإحدى مطايا المشروع الإسرائيلي في لبنان، طالباً من المقاومة أن «تضع روزنامة وتتخلص من البنى العسكرية التابعة لها، ونجلس معاً كلبنانيين على الطاولة نفسها ونبدأ البحث بمسار الدولة»، بل حدّد وقتاً لها للقيام بذلك بـ«خلال أسبوع أو شهر أو شهرين على الأكثر». ولم تخل «خطبة» جعجع من بعض الانفصام. إنه «يوم الأشرفية» التي قال لها جعجع يوم غزوتها: «لا تخافوا هؤلاء حلفاؤنا». إنه «يوم طرابلس» التي اغتال جعجع ابنها الرئيس رشيد كرامي. إنه «يوم رفيق الحريري» الذي تآمر جعجع على ابنه سعد الحريري ووشى به في الرياض. إنه «يوم زحلة» التي انسحبت منها القوات باتفاق تحت المراقبة السورية. إنه «يوم جميع ثورة شهداء الأرز» الذين استثمر جعجع في دمائهم وذهب بهذا الاستثمار إلى «حيث لا يجرؤ الآخرون». وإلى جانب جعجع، توالت ردود أفعال الآذاريين، فقال نديم الجميل من أمام نصب والده بشير إن «لبنان بدأ يستعيد أنفاسه بعد سقوط نظام الأسد الطاغية الذي دمّر لبنان من شماله الى جنوبه وبقاعه، وعاث فساداً في مؤسسات الدولة كلها».