خاص المدى: جنان جوان أبي راشد
مرفأ بيروت الذي كان يحتلّ مكانة مهمة جداً على مستوى الاستيراد والتصدير، بسبب موقعه كصلة وصل بين الشرق والغرب، وهو الرابط بين الدول العربية والخليج والشرق الأقصى وآسيا وأوروبا وأميركا، كان من أفضل المرافىء على حوض المتوسط، إلا أن انفجار الرابع من آب جاء ليدمّر هذا المرفق الحيوي ويجعل الأضرار لا تقتصر عليه فقط بل جعلها تنعكس على قطاعات عديدة.
النائب الاول لرئيس الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية رئيس الغرفة الدولية للملاحة في بيروت إيلي زخور قارن بالارقام نشاط المرفأ في الستة أشهر الاولى من العام 2020 والستة أشهر الاولى من العام 2021.
وأعلن زخور في حديث ل “المدى” أن عدد البواخر الذي وصل الى المرفأ تراجع هذا العام بنسبة تصل الى حوالى 17 في المئة مقارنة مع النصف الاول من العام 2020، إلا أن الوزن الإجمالي للبضائع التي دخلت وخرجت من المرفأ ارتفع بنسبة تصل الى 7 في المئة تقريباً، بسبب ارتفاع الاستهلاك المحلي للبنانيين، وذلك يتعلق حصراً بالمواد الغذائية الضرورية وليس الكماليات.
وعن الخسائر التشغيليّة لمرفأ بيروت، يقول زخور إن الواردات في النصف الأول من العام 2021 وصلت الى 50 مليوناً و304 آلاف دولار، بعدما بلغت في النصف الأول من العام 2020، 56 مليوناً و922 ألف دولار، بتراجع بلغ 12 في المئة، عدا تراجع العائدات الجمركية.
ويتابع: إن الكارثة تتعلّق بعدد الحاويات التي تمّ استقدامها الى المرفأ، فقد بلغ عددها 322 ألفاً في النصف الأول من هذا العام، فيما كان العدد في النصف الاول من العام الماضي 414 ألفاً، في حين كان هذا العدد في العام 2019، 620 ألفاً. واعتبر أنه لو تدمّرت محطة الحاويات بفعل الانفجار، كان سيرتفع عدد الذين يعانون من البطالة الى أضعاف.
وعما تردّد بعد الانفجار حول أن مرفأ حيفا الاسرائيلي سيسلب مرفأ بيروت دوره، يقول زخور إن اسرائيل تطمح للعب دور أساسي في المنطقة، وخصوصاً لان بامكانها منافسة لبنان على صعيد عملية “المسافنة”، اي عملية اعادة التصدير وعندما يتم تفريغ بضائع تصل للبنان في المرفأ من باخرة كبيرة، على أن يجري نقل باقي البضاعة (غير المستوردة للبنان) الى سفن أصغر حجماً، بهدف نقلها الى دول مجاورة مثل سوريا وتركيا واليونان ومصر، موضحاً أن ما بين 38 و40 في المئة من اجمالي نشاط محطة الحاويات هي حركة مسافنة، وقد تراجعت بعد التفجير بشكل كارثي.
كل القطاعات الاقتصادية ولا سيما المرتبطة منها بالنقل البحري تكبّدت خسائر جراء انفجار المرفأ، ولكن زخور يرى أن أمام لبنان مستقبلاً مادياً واعداً بسبب أهمية موقعه، وموقع المرفأ الجغرافي من ناحية، وبسبب ثروته النفطية والغازية من ناحية أخرى، إلا أن ذلك بحاجة الى استقرار سياسي ووقف الفساد كما قال.