توفي في العاصمة السورية دمشق، الفنان الفلسطيني الكبير عبد الرحمن القاسم، عن عمر ناهز الـ78 عاما، وبعيدا عن مسقط رأسه صفورية بعد رحلة حافلة بالعطاء، في المسرح والتلفزيون والسينما.
وكان الفنان الراحل أبو القاسم، دخل المستشفى بحالة إسعافية، بينما كان يعاني من نقص في الأوكسجين وتعب في عضلة القلب، وكذلك إصابته بماء في الرئتين مما تسبب له بضيق في التنفس.
وولد أبو القاسم في قرية صفورية قضاء مدينة الناصرة في فلسطين المحتلة، عام 1942، ثم لجأ إلى بنت جبيل في لبنان ثم سوريا، وبدأ العمل في المسرح المدرسي عام 1954 وبعد ذلك تنقل في عدد من الفرق المحلية السورية والفلسطينية.
وفي عام 1965 قدم عدداً من المسرحيات ضمن نوادٍ وفرقة تتبع لوكالة الغوث الدولية، بما لا يقل عن 15 عرضاً، وكانت العروض المشاركة 100 عمل مسرحي ثم تبنت منظمة التحرير هذه الفرقة وأصبح اسمها فرقة “المسرح الوطني الفلسطيني”.
وشارك أبو القاسم في العديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة أبرزها، “الكف والمخرز، الجوارح وقدم في العمل شخصية ابن رومية وهو الدور الذي ترك بصمة مهمة في تاريخه الفني، العبابيد، الكواسر، الجمل، البواسل، الصمت، حاجز الصمت، بيت جدي، طوق البنات، عطر الشام، خاتون”.
وفي إحدى لقاءاته، كشف أبو القاسم عن فلسطينيته وقال إنه: “على الرغم من مغادرته فلسطين وقريته “صفورية” في السادسة من عمره، إلا أنه عندما زارها بدعوة من وزارة الثقافة الفلسطينية، شعر بأنه سيعود إليها مجددا”.
واستطرد بأنه “وخلال زيارته لكنيسة المهد، دخل وقت الصلاة واستأذن الكاهن ليجيب الأخير: “هذا بيت الله صلِّ كما شئت”، فصلى أبو القاسم العصر داخل الكنيسة”، كما كشف الفنان عن معاناته في الطفولة وضيق حاله المادي خلال رحلة اللجوء من فلسطين إلى لبنان وبعدها إلى دمشق،
يذكر أن الفنان الراحل أنهى في شهر شباط الماضي تصوير مشاهده في المسلسل السوري “بروكار” من إخراج محمد زهير رجب وتأليف سمير هزيم.
