اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ادغار طرابلسي في حديثٍ لبرنامج “مدى الصوت”، أنه “ومع بداية التحركات الشعبية كان هناك كلام صريح أنه يجب ضرب لبنان وبعدها اعادة اعماره”، مشيراً إلى أنه توقع في بداية الثورة أن يبدأ المسار الدموي بعد مرور ثلاثة أسابيع على بدء الحراك ولكن هذا الأمر لم يحصل”.
ولفت إلى أن الأزمة التي يمر بها لبنان اليوم ترجع لـ3 أسباب، أولها النفط والغاز والصراع بين أميركا وروسيا وايران، ثم الخبث والشر داخلي الذي يشعر به البعض ممن وجدوا الظرف مناسباً بهدف الانتقام، وهناك أيضاً الناس الأبرياء الذين نزلوا إلى الشارع وهم يحملون مطالب محقة”.
ورأى طرابلسي أن “هذه الأزمة لن تطول، وستمر ولكن لا كل الأسف على الخيبة التي سيتعرض لها أصحاب المطالب المحقة بسبب من استغلوهم”. وقال: مع الأسف أن التغيير لا يحصل على البارد إنما على الحامي، فحتى اتفاق الطائف حصل بعد حرب دامت 15 عاماً، موضحاً في السياق أن، المشكلة ليست بالطائفية إنما باستعمالها لتغطية الفساد والفاسدين، وقال: “يريدون الدولة العلمانية ونحن كذلك فلنذهب الى هذا الخيار.
وأضاف: “المفارقة انه في التحركات ظهرت شعارات حزبية”، مؤكدا أنه “هناك أحزاب ركبت موجة الحراك وتحركت مجموعات كثيرة في الشارع وأن الاعمال التي تحدث منظمة”.
ودعا طرابلسي رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل لعدم تغطية أشخاص ينتمون لحزبه وينزلون الى الشوارع بطريقة عنفية، يحرقون البلد فيها ويشوهون صورته. وبالمقابل أيد الجميل في كلامه انه بعد انتهاء الحراك يجب الوصول الى نمط جديد وأن يحصل تغيير. واضاق: “أما اذا كان المقصود العودة إلى أحلام عتيقة تورطنا فيها جميعاً بالماضي، أي العودة إلى مسلم – مسيحي، وحرب، هذا ما لا نريده”.
وعبر عن أسفه لأن “البلد أصبح ساحة مفتوحة ولم يعد مفهوماً ما هو هذا الحراك” لافتاً إلى أن “على الناس ان تترك الشارع، وألا تتحول مطالبهم إلى راديكالية وإلى حرب سنية شيعية، أو مسيحية مسيحية…”. وتوجه الى السياسيين بالقول “لا نريد أن يتورط الشباب اللبناني في الاعمال التي تحدث في الشارع فيكون هناك فعل وردة فعل قد تكون مؤذية”.
ورداً على سؤال عن تحميل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مسؤولية كل ما يحدث، أكد طرابلسي أن “الحريري يعرف انه لولا باسيل لما كان موجودا في الحياة السياسية ولما عاد ربما إلى لبنان، وأنه لولا الرئيس عون وباسيل الذي دار الكرة الأرضية لما عاد الحريري سالماً إلى لبنان”، معتبراً أن “قول الحريري أن باسيل يتحمل المسؤولية يعني أنه وضع ضميره جانباً وركب موجة التحركات في الشارع”.
وشدد طرابلسي: “مهما فعل وقال لا يمكن للحريري أن يغير الحقيقة وأن يزيل وزر الحريرية السياسية عن كاهله، فالجميع يعلم أن الدين العام أتى بعد الحريرية السياسية، والتاريخ سيكتب عن هذا الموضوع”. وسأل: “هل جاء زعيم مسيحي قوي ولم يُحارب كما يُحارب جبران باسيل، وإذا كانوا يملكون ملفات ضده فليكشفوا عنها ويحاسبوه، وهنا لا أتحدث من منطلق طائفي ولكن لا يسعد أحد بمحاربة جبران باسيل كي لا يحول الأزمة إلى طائفية”.
وعن تأخر تأليف الحكومة، أبدى طرابلسي استغرابه إصرار رئيس الحكومة المكلف حسان دياب على تأليف حكومة من 18 وزيراً، معتبراً أنه لو زاد العدد إلى 22 لتفرع كل وزير لوزارته بشكل أكبر. مشيراً إلى أن هذه المسألة تشكل أحد التي تعطل عمليه تأليف الحكومة.