أشرات صحيفة “الأخبار” إلى أن “ليس من قبيل الصدفة أن تسارع بريطانيا وفرنسا إلى إرسال طائرات ومدمرات وجنود إلى بيروت، مع إعلان الولايات المتحدة أن جنودها يساهمون في أعمال الإغاثة في العاصمة اللبنانية بعد انفجار المرفأ”.
ولفتت إلى أن هذه “العجقة العسكرية” الغربية لا مبرر إغاثياً لها، بقدر ما هي تعبير عن رغبة بإظهار “توازن عسكري”، بصرف النظر عن مدى جدية هذا التوازن او هزاله. فالقطع الحربية التي أرسلتها باريس ولندن لا حاجة لها لتقييم الأضرار في المرفأ، إذ أن هذه مهمة يقوم بها خبراء في التفجيرات وفي اعمال الموانئ والكوارث يمكنهم ان يصلوا إلى بيروت جواً. كما لا حاجة لأساطيل حربية لإرسال المساعدات، إذ في مقدور السفن المدنية القيام بالمهمة”.
واعتبرت الصحيفة أن كل ذلك يقود إلى الاستنتاج بأن الحضور العسكري، له مهمة سياسية، فضلاً عن مهمته المتصلة بالتوتر بين تركيا ودول أوروبية في إطار الخلاف على غاز شرق المتوسط وقضايا أخرى.
ورأت أنه “لم يكُن ينقص المشهد اللبناني سوى إعلان الإمارات والكيان الصهيوني التطبيع الكامل للعلاقات، ما يعني سلوك صفقة القرن طريقها الى التطبيق، في ظل تطبيع خليجي سيُعلن عنه تباعاً، ليبقى لبنان وسوريا والجزائر والعراق (باستثناء كردستان) والكويت واليمن (الجزء الذي تحكمه “انصار الله”) خارج هذه المروحة”.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التطوّر، معطوفاً على مآلات أحداث الأشهر الماضية في بيروت، من شأنه دفع واشنطن باتجاه اطباق الخناق على لبنان، بصفته يضمّ رأس حربة المحور المعادي لإسرائيل، ودفعه إلى مرحلة اللاستقرار الشامل، مع تعزيز مراكز نفوذ لها عبر شبكة من المؤسسات والجمعيات، إلى جانب الجيش الذي طالبت الولايات المتحدة بحصر المساعدات بيده. ومن شأن اللااستقرار، وفق النظرة الأميركية التي يرصدها سياسيون على تواصل دائم مع الإدارة الأميركية، أن “يورّط حزب الله في معارك جانبية، وفي مسؤوليات امنية واجتماعية واقتصادية، ما يؤدي تالياً إلى إضعافه”.