جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”
أسئلة كثيرة حول اللقاحات وفاعليّتها وآثارها الجانبيّة ما تزال تراود الناس حول العالم، ويوماً بعد يوم تتكشّف نتائج دراساتٍ واحصائياتٍ جديدة حولها.
ومن الاسئلة التي تُطرح: أولا، هل الآثار الجانبيّة بعد التلقيح ضدّ كورونا هي مؤشرُ مناعةٍ، وبالتالي هل غياب أي آثار جانبية يعني مناعة غير كافية؟
ثانياً، تعاني النساء من آثار جانبية أقوى إثر تلقي اللقاحات أكثر من الرجال، فما هي الاسباب؟
ثالثاً، ما علاقة حبوب منع الحمل بالتجلّطات؟
الآثار الجانبية للقاح كورونا كأعراض الgrippe أو الألم حول موقع الإبرة، والتعب والحمّى، والصداع وآلام الجسم والتي قد تستمرّ لمدة يومين أو 3 أيام كحدّ أقصى وتختفي بعدها، هي أعراضٌ تُعتبر طبيعية وعلامة على أن اللقاحَ فعّالٌ، ويعملُ على بناء استجابة مناعيّة ضرورية للجسم، في المقابل قد لا يكتسب مَن لم يشعر بأي أثار جانبية عقب عملية التلقيح المناعة الكافية، ويمكنه الخضوع لفحص Igg anti spike للتأكد من فاعلية اللقاح وتأمين مناعة غير منقوصة، هذا ما أوضحه الاختصاصي في الأمراض المُعدية والجرثومية الدكتور زاهي الحلو، مؤكداً أن الأعراض الجانبيّة علامة على تفاعل جسم الانسان مع اللقاح وتشكيل الحماية والمناعة له.
من ناحية ثانية، أشار الدكتور الحلو في حديث ل”المدى” الى معاناة النساء من الآثار الجانبية أكثر من الرجال في المرحلة التي تلي تلقي لقاح كورونا، والسبب يعود الى الاستروجين (الهرمون الإنثوي) الذي يزيد من الاستجابة المناعيّة، في حين أن التستوستيرون (الهرمون الذكوري) يُضعف من الاستجابة المناعيّة، وذلك بحسب الاحصاءات الحالية، إلا أن الدراسات ما تزال مستمرة وليست نهائية أو رسمية بعد في هذا المجال، كما يقول حلو الذي يرى أيضاً أن هناك عوامل وراثية تلعب دوراً لناحية الاحساس أو عدم الاحساس بالأعراض الجانبية.
لكن ما هي علاقة اللقاح بحبوب منع الحمل وزيادة خطر التجلّطات؟!
يؤكد الدكتور حلو أن تلقي اللقاح في وقت تتناول فيه المرأة حبوب منع الحمل قد يرفع من نسبة خطر الاصابة بجلطة، لان تناول هذه الحبوب بحدّ ذاته يزيد في العادة من خطر حدوث تجلّطات.
في بداية تفشي كورونا، أظهرت دراساتٌ عدة أن الرجال هم الأكثر عرضة للإصابة الشديدة أو الموت بسببِه، ثم وفي فترة التلقيح يبدو أن اختلافا آخر ظهر بين النساء والرجال، فقد تبيّن معاناة النساء أكثر من الرجال من الأعراض الجانبية للقاح، ولكنّ ذلك لا يبرر أي مخاوف للامتناع عن تلقي اللقاح، فذلك يعود الى استجابة أجسام النساء بنسبة أكبر مع اللقاحات، الا أن التحذيرَ ضروريٌّ من أن الأعراض الجانبية يجب أن لا تتعدى فترة ال3 أيام.