رندلى جبور- خاص “المدى”
عشرون عاماً بالتمام والكمال مرّت على تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. ففي الخامس والعشرين من أيار من العام 2000 أنهت المقاومة مساراً كان بدأ في العام 1978، لتصنع تحوّلاً استراتيجياً في الصراع اللبناني الإسرائيلي من دون مفاوضات ولا اتفاقيات. وبفضل هذا اليوم التاريخي يقول الشيخ الدكتور صادق النابلسي لصوت المدى، أصبح لبنان منيعاً وفشلت كل محاولات الإسرائيليين. ويضيف: “سقطت محاولات تقسيم لبنان وتجزئته وزرع الفتنة بين أبنائه، والعدو الإسرائيلي بات مردوعاً وغير قادر على تغيير قواعد الاشتباك أو ميزان القوة، ولن يتمكن من شن لا حرب تكتيكية ولا حرب واسعة وهو لم يستطع تجفيف موارد المقاومة وعلينا أن نعتز بهذا الإنجاز الذي ساهم في تأمين استقرار لبنان وحمايته وفي تطوير الحياة السياسية وفي الحفاظ على الوجود المتنوع”.
ومع ذلك، فإن التصويب على المقاومة المتمثلة اليوم بحزب الله خصوصاً مستمر من الداخل والخارج. ولكنه وفق النابلسي مجرد أصوات غير فاعلة، تتماهى مع الخارج ضد مصلحة الوطن، ولن تهز معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تشكّل قوة للبنان ومصلحة له. وينبّه من أن تعرية المقاومة من سلاح هو تعرية للبنان من أحد عناصر قوّته ولا يصب ذلك في المصلحة الوطنية العليا، معتبراً أن حزب الله ليس من هواة القتال وحمل السلاح وهذا السلاح له أمد ووظيفة محددة لردع العدو وحماية الوطن.
وعند سؤاله عن الفساد ومدى تأثيره على المقاومة، يردّ النابلسي بأن “الفساد هو واحد من العلل التي تؤثر على أداء المقاومة وعلى استقرار بنيان الدولة وحزب الله لا يتساكن مع الفساد ولكنه كان طيلة الفترة الماضية منشغلاً بالتحرير. أما اليوم وبسبب ارتياحه وخصوصاً على الجبهة الشمالية، أصبح بإمكانه الانخراط أكثر في المعادلات الداخلية وهو يعمل مع التيار الوطني الحر لتفكيك منظومة الفساد ولكن من المستحيل أن نتمكّن من تغيير المنظومة بضربة واحدة، ونحن في مرحلة مراكمة التجارب والخبرات في هذا المجال”.
أيار 2000 كان نقطة ذروة مشرّفة في مسيرة المقاومة. فهل تسجّل هذه المسيرة نقظة ذروة أخرى بعد عقدين على التحرير، بالمساهمة في التحرر من الفساد؟ هذا هو التحدي الكبير اليوم!