قال رئيس الوفد الأوكراني المفاوض في إسطنبول، وزير الدفاع رستم عمروف، إن القضايا الرئيسية بين كييف وموسكو لا يمكن حلها إلا على مستوى زعيمي البلدين.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي لأعضاء الوفد الأوكراني، الاثنين، عقب اجتماع ثلاثي تركي روسي أوكراني استضافته إسطنبول.
وأشار عمروف إلى أنهم أطلعوا روسيا قبل بضعة أيام على مسودة مذكرة تتعلق بحل الأزمة وإحلال السلام بين البلدين، لكنهم لم يتلقوا ردا من موسكو بعدها.
ولفت إلى أن الوفد الروسي قدم إلى أوكرانيا وثيقة تتعلق بوقف إطلاق النار خلال محادثات اليوم، مؤكدا حاجتهم إلى أسبوع لدراستها.
وأشار إلى أن كييف تطالب بالإفراج عن جميع الأسرى والأطفال الأوكرانيين.
– تبادل الأسرى
وأكد عمروف استعدادهم للتركيز على فئات محددة فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى.
وقال: “نقوم بتقييم أسرى الحرب المرضى والمصابين بجروح خطيرة. أما الفئة الثانية فهي الجنود الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما. هدفنا هنا هو الجميع مقابل الجميع. ضمن هذا الإطار فإن إعادة 6 آلاف جندي مطروحة أيضا على جدول الأعمال”.
وأشار إلى تقديمهم قائمة تضم مئات الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا، مبينا أن هذه المسألة تُعدّ أولوية بالغة الأهمية لبلاده.
وأضاف: “إذا كانت روسيا ملتزمة حقا بعملية السلام، فإن عودة نصف هؤلاء الأطفال على الأقل ستُعتبر مؤشرا إيجابيا”.
عمروف ذكر أن هناك مسألة أخرى مطروحة على جدول الأعمال، وهي عقد اجتماع بين زعيمي البلدين.
وتابع: “نعتقد أن جميع النقاط الرئيسية لا يمكن حلها إلا على مستوى القادة”.
وأشار إلى إمكانية حضور قادة آخرين، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في اجتماع القادة المحتمل، مؤكدا أن أي أعمال إضافية بين الوفدين ستكون ذات جدوى إذا تماهت مع التحضير لاجتماع القادة.
– مقترح لجولة جديدة أواخر يونيو
وقال عمروف إنهم اقترحوا على الجانب الروسي عقد اجتماع بين 20 و30 يونيو/حزيران.
وأردف: “هذا مهم لاستمرار المفاوضات وتقدمها. لطالما أكدنا لروسيا ضرورة إنهاء هذه الحرب، والعالم أجمع يدعمنا في هذا الصدد. نعتقد أنه يجب بذل جهد حقيقي لإنهاء الحرب هنا، ونحن ندعو إلى ذلك”.
ومضى قائلا: “الخطوة الأولى هي وقف إطلاق نار واضح، واتخاذ خطوات إنسانية، والتحضير لقمة القادة. إذا كانت روسيا جادة في إنهاء الحرب، فعليها المضي قدما في هذه النقاط، وإلا فيجب أن يتبع ذلك عقوبات دولية”.
وفي السياق أفادت مصادر روسية للأناضول أن موسكو وكييف اتفقتا على تبادل جميع أسرى الحرب المصابين بأمراض خطيرة والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما.
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الأوكراني، سيرغي كيسليتسيا، إنهم تلقوا تعليمات من الرئيس فولوديمير زيلينسكي لمواصلة المشاورات في إسطنبول بطريقة بناءة.
وأوضح أنهم وصلوا في المحادثات مع الجانب الروسي إلى مرحلة تُمكّنهم من تحقيق نتائج إنسانية ملموسة.
وأشار كيسليتسيا إلى أن ترامب اقترح سابقا وقفا غير مشروط لإطلاق النار، وأنهم نقلوا العرض نفسه إلى الجانب الآخر.
وأضاف: “الجانب الروسي يرفض فكرة وقف إطلاق النار غير المشروط”.
كما لفت إلى أن “الوفد الروسي رفض إمكانية وجود وفد أمريكي في الاجتماع السابق”، مضيفا بالقول: “في الواقع هذا وضع مؤسف للغاية، لأن للولايات المتحدة دورا بالغ الأهمية. فهي جهة مهمة ضامنة للأمن”.
وأكد ضرورة وجود جهة قادرة على مراقبة أي وقف محتمل لإطلاق النار أو اتفاق سلام، وأن الولايات المتحدة جهة فاعلة مناسبة لهذا الدور.
وفي وقت سابق الاثنين، استضافت إسطنبول جولة جديدة من المحادثات الروسية الأوكرانية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 2022.
وشارك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في الاجتماع إلى جانب الوفد الروسي برئاسة مستشار الرئيس فلاديمير ميدينسكي، ونائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، ورئيس إدارة الاستخبارات الرئيسية في هيئة الأركان العامة إيغور كوستيوكوف.
أما الوفد الأوكراني، فضم وزير الدفاع رستم عمروف، ونائب وزير الخارجية سيرغي كيسليتسيا، ونائب مدير جهاز الأمن الأوكراني أوليكساندر بوكلاد، ونائب مدير جهاز الاستخبارات الخارجية أوليه لوهوفسكي.