ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
وقال عودة في عظة الاحد: “يجاهر كثيرون اليوم بأنهم ملحدون، مفاخرين بعدم إيمانهم، منجرين وراء موجة تجعلهم يظهرون عصريين أمام أترابهم، معتقدين أن الله أصبح فكرة قديمة، وهو يعيق حريتهم وفكرهم وتطورهم. لكن الفكر الإلحادي ما هو إلا تسيير شيطاني لضعيفي الإيمان، إذ يستخدمهم الشيطان من أجل اصطياد من شابههم في الفكر والفتور الإيماني. لقد ظهرت عبر التاريخ جماعات سياسية، أو فلسفية، عملت على التشكيك بكلام الكتاب المقدس، وبجميع الأحداث الخلاصية، حتى إنها نصبت شرخا بين الدين والعلوم، متهمة الكنيسة بأنها ترفض العلم لأنه يفضح هشاشة الإيمان بإله غير منظور، وتاليا غير موجود، غير مدركين أن التقدم في العلم يؤدي إلى إيمان أعمق، لأن العالم يدرك ضعفه ومحدوديته أمام عظم قدرة الخالق. يدعي الملحدون أن الكتاب المقدس يحتوي على أساطير وخرافات، وبأنه كتاب غامض ومشوش وغير أكيد. تنبع أفكارهم هذه من عدم فهمهم لأحداث الكتاب، ولا للعمل الخلاصي الذي ابتدأ منذ العهد القديم، فأخذوا يحيكون النظريات والمؤامرات لكي يقنعوا قليلي الإيمان بما يدعون، فأضلوا الكثيرين. هنا، لا بد من التحذير من بعض الجماعات التي عادت إلى العمل بنشاط، مرتدية ثوب الحمل، وما هي إلا ذئاب خاطفة، كجماعة شهود يهوه التي تزور المنازل بحجة التبشير بالله، فتقود ضعيفي الإيمان إلى الهاوية. فاحذروا من هؤلاء، وتدرعوا بقراءة الكتاب المقدس وفهمه، عبر الإطلاع على تفاسير الآباء القديسين، والرجوع إلى كهنة رعاياكم، أي إلى الكنيسة الحقيقية، ولا تصدقوا من يأتونكم بلا صفة واضحة ويشوشون عقولكم”.
واضاف: “ان قوى الشر والفساد والضلال لن تقوى عليه وإن بدت أنها الأقوى، وأنها غلبت المتشبثين بالحق والخير، لأن الباطل سيسحق والشر سيغلب، وهذا الليل الذي طال سينجلي ما دام هناك نساء ورجال شرفاء، يعملون من أجل إنقاذه من براثن الفساد والشر المعششين في بعض القلوب المظلمة، التي عملت طيلة سنوات على استنزافه، واستغلال طاقاته، ونهب ثرواته، وإفراغه من دوره ومن أبنائه، معرقلة انتخاب رئيس ومعطلة عمل المؤسسات. لكن الغلبة دوما للحق، والرب القدير الذي غلب الموت وداس الجحيم وأقام الموتى إلى حياة جديدة سيقيم لبنان من سقطته بفضل المؤمنين من أبنائه، ذوي النفوس الكبيرة والقلوب الرحيمة، المتشبثين به والعاملين على تطبيق دستوره، وصون حدوده وحماية أبنائه، الناشرين مفاهيم السلام والعدالة والمساواة والأخوة. وصانعو السلام يطوبهم الرب، والمؤمنون به لا يخزون”.