ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الذبيحة الالهية في كاتدرائية مار جاورجيوس في بيروت.
وبعد القداس ألقى المطران عودة عظة قال فيها: “عَــيَّــدْنــا الــبــارِحَــةَ لِــلــنَّــبِــيِّ إيــلــيــاس الــغَــيــور، الَّــذي نُــصَــلِّــي أَنْ يَــكــونَ مِــثــالًا لِــرِجــالِ هَــذا الــبَــلَــدِ بِــغَــيْــرَتِــهِ الــعَــظــيــمَــةِ فَــيَــقــولــوا: “غَــيْــرَةً غِــرْنــا لِــلُــبــنــانَ”، بَــدَلًا مِــنْ غَــيْــرَتِــهِــم عــلــى مَــصــالِــحِــهِــم ومَــصــالِــحِ دُوَلٍ أُخْــرى لا يَــهُــمُّــهــا أَمــرُ بَــلَــدِنــا، بَــلْ تَـعْــمَــلُ لِــمَــصْــلَــحَــتِــهــا، وهــذا أمْــرٌ طَــبــيــعــيٌّ لأنَّ واجِــبَ كُــلِّ بَــلَــدٍ، بــمــا فــيــه مِــنْ سُــلُــطــاتٍ وأحــزابٍ وزُعَــمـاء وأفــراد، أنْ يَــعْــمَــلَ مِــنْ أجــلِ مَــصْــلَــحَـــتِــه، ويُــحــافِــظَ عــلـى سِــيــادَتِــهِ واســتِــقْــلالِــهِ، ويَــحْــمــي شَــعْـــبَــهُ ومَــصــالِــحَــهُــم، ويَــتَــجَــنَّــبُ كُــلَّ مــا يُــنْــتِــجُ تَــداعِــيــاتٍ سَــلــبِــيّــةً عــلــى حَــيــاتِــهِــم ومَــصــيــرِهِـم. الــزَّعــيــمُ والــمَــســؤولُ الــحَــقــيــقــيُّ لا يَــبُــثُّ الــيَــأسَ فــي نُــفــوسِ مُــواطِــنــيــه، ولا يَــقْــبَــلُ لـهـم الــذُلَّ والـفَــقْــرَ بَـلْ يَـمـنَــعُ عَــنــهـم الـخَــطَــرَ، وقَـد يَــمـوتُ عَــنْهـم ولا يُــمـيــتُـهُـم، يَــعْـــمَــلُ مِــنْ أجــلِ بَــلــدِه، يُــطَــبِّــقُ دُســتــورَهُ وقَــوانــيــنَــهُ ويَــحْــتَــرِمُ الإسْــتِــحْــقــاقـاتِ الــدُســتــورِيَّـةَ وتَــداوُلَ الــسُــلْــطَــةِ ، مُــبْــعِــداً عَــنــه كُــلَّ شــرٍّ وأذىً، ومُــشَــجِّــعــاً أبــنــاءَهُ عــلــى الــبَــقــاءِ فـيـه بِــثَــبــاتٍ وعِــزَّةٍ، رافِــضـيـنَ أَيَّ يَــدٍ غَــريــبَــةٍ تَــمــتَــدُّ لِــتَــعْــبَــثَ بِــسِــيــادَتِــهِ أو أمْــنِــه أو مَــصــيــرِه. ولأنَّ الــدَولَــةَ لا تَــســيــرُ بِــلا رأسٍ لا يَــقْــبَــلُ أيُّ إنــســانٍ يَــعــي مَــصْــلَــحَــةَ بَــلَــدِهِ أنْ يَــبْــقــى بَــلَــدُه بِـلا رئــيــسٍ، فَــكــيــفَ إذا كـانَ مَــسْــؤولاً تَــتَــرَتَّــبُ عَــلــيــه واجِــبــاتٌ؟ أمّـا نـحـن، وبِــسَــبَــبِ غَــيْــرَتِــنــا عـلـى مَــصْــلَــحَــةِ بَــلَــدِنــا، نــأمَــلُ أنْ يُــســارِعَ الــنُــوّابُ إلـى إتْــمــامِ واجِــبِــهِــم فـي انــتِــخــابِ رئــيــسٍ مِـنْ أجْـلِ مَــصْــلَــحَــةِ هـذا الــبَــلَــدِ وِشَــعْبه”.
وختم عودة: “دَعــوَتُــنــا الــيَــوْمَ أَنْ نَــصــرُخَ بِــكَــلِــمَــةِ الــحَــقِّ أَمــامَ الــجَــمــيــعِ، بِـلا خَــوْفٍ، عــلــى مِــثــالِ قــائِــدِ الــمِــئَــةِ الَّــذي لَــمْ يَــجــزَعْ مِــنْ أَحَــدٍ، بَـلِ اعَــتَــرَفَ بِــالــرَّبِّ مُــخَــلِّــصًــا، ومِــثْــلَ الــنَّــبِــيِّ إِيــلــيــاس الَّــذي كــانَــتْ غَــيْــرَتُــهُ لِــلرَّبِّ تُــحَــتِّــمُ عَــلَــيْــهِ الــنُّــطْــقَ بِــالــحَــقِّ دونَ خَــوْفٍ مِــنْ مَــلِــكَــةٍ أَو سُــلــطَــةٍ أَرضِــيَّــةٍ أَو مِــنْ مَــوْتٍ جَــسَــدِيٍّ”.