عون يختار التصويب على الأقدام (عماد مرمل – الجمهورية)

الأربعاء ٢٩ كانون الأول ٢٠٢١

عون يختار التصويب على الأقدام (عماد مرمل – الجمهورية)

يمكن أن يخضع «خطاب المصارحة» لرئيس الجمهورية ميشال عون الى اكثر من تفسير، تبعاً لموقع المفسّر وحساباته. هو كناية عن خلطة مركّبة امتزجت فيها مجموعة «بهارات» سياسية، لوازم التصعيد المدروس و»المدوزن».
بمعزل عن التأويلات المتعددة، من الواضح أنّ عون قرّر ان يهزّ الطاولة بقوة لكنه لم يقلبها بعد كما كان يتوقع البعض، خصوصاً انّه قد يحتاج اليها لضرورات الحوار الوطني الذي دعا اليه، إن انعقد.

بدا عون كأنّه اختار ان يصوّب على الأقدام وليس الرؤوس. لم يُسمّ المدرجين في «بنك أهدافه» بأسمائهم الكاملة، الّا انّه نطق بأحرفها الأولى، تاركاً لمستمعيه استكمال باقي الهوية.

تفادى ان يخاطب الرئيس نبيه بري بالشخصي انما استحضر كل «اسمائه الحركية» وصبّ جام غضبه على مجلس النواب، متهماً إيّاه بتعطيل القوانين الإصلاحية.

لم يأتِ على تسمية «حزب الله» بالمباشر ولم يعلن عن تعليق تفاهم «مار مخايل» معه، الّا انّه اوصل رسائل الاحتجاج الواضحة اليه عبر تأكيد رفضه زجّ لبنان في نزاعات مع دول الخليج، ومعارضته «التدخّل في شؤون لا تعنينا». كذلك، نفض الغبار عن الاستراتيجية الدفاعية، واضعاً إيّاها ضمن أولويات طاولة الحوار الوطني المفترض، في نوع من «الزكزكة» للحزب، وإن يكن قد تفادى نسف معادلة الجيش والشعب والمقاومة. وأبدى انزعاجه الكبير من مواصلة تعطيل مجلس الوزراء والقضاء، استكمالاً لجردة الحساب مع الثنائي الشيعي.

وبناءً عليه، فإنّ المتحمسين لفك الارتباط مع الحزب في الوسط المسيحي شعروا بأنّ عون اقترب قليلاً منهم لكنهم كانوا ينتظرون منه سقفاً أعلى وموقفاً أشدّ، فخاب أملهم الى حدّ كبير. والمتمسكون بالتفاهم ارتاحوا الى كونه لم يكسر الجرّة بينه وبين الحزب كما كان يريده خصومه، الذين كانوا يستعدون للشماتة او غلاة التيار الذين ينادون بالعودة الى الجذور.

بهذا المعنى، لم يرو عون غليل هؤلاء ولا أولئك، غير انّه وفي الوقت نفسه لم يُطمئن الحزب إلى المستقبل ولم يعطه ضمانات في ما خصّ الآتي من التحدّيات.

لقد ارتأى رئيس الجمهورية ان يرفع البطاقة الصفراء في وجه الحزب، ملوّحاً بالحمراء، إذا لم يتوقف عن ارتكاب ما يعتبرها فاولات في منطقة الجزاء الرئاسية. لقد أوحى بأنّه استبدل إلغاء «التفاهم» بمراجعة جوهرية لمضامينه وبإعادة الاعتبار لأولويات «التيار الوطني الحر» فيه، من بناء الدولة الى المسألة السيادية.

وأبعد من الحزب، هاجم عون «المنظومة» بعنف ونأى بنفسه عنها، غير انّه لم يقفل أمامها خطوط الرجعة و»أبواب التوبة»، داعياً الى حوار وطني عاجل، علماً انّ هناك من يستبعد احتمال انعقاده، لأنّ خصوم العهد الكثر لن يمنحوه في أشهره الأخيرة خدمة مجانية، ولن يعيدوا تعويمه وتلميعه مع بدء أفول الولاية الرئاسية.

ولئن كان عون قد تعمّد خلال خطابه ان يترك الكرة في الملعب، لكنه مرّرها الى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي سيتلقفها في اطلالته القريبة، ليستكمل ما بدأه عون على قاعدة انّ هامشه أوسع في التحرّك كونّه رئيساً للتيار وليس للجمهورية، وبالتالي فالأرجح انّ باسيل سيسدّد ضربات حرة في اتجاه مرمى الحزب، انما من دون أن يقطع معه كلياً.

وإذا كان البعض يتهم عون وباسيل بأنّهما يتعمدان توزيع الادوار بينهما، فإنّ هناك من ينسب الى باسيل استغرابه كيف انّ هذا البعض يفترض اصلاً وجود حاجة الى توزيع ادوار، «ذلك انني والرئيس عون في موقف واحد ولسنا طرفين».

باختصار، ألقى عون أكثر من حجر في المياه الراكدة سعياً الى إنتاج دينامية تكسر المراوحة، قبل أن تصبح المياه المتجمعة في بركة الانتظار «آسنة» سياسياً، مع ما يمكن أن يرتبه ذلك من تداعيات إضافية على العهد المستنزف.
انّه أقرب إلى خطاب تبرئة الذمة الذي من شأنه ان يمهّد لما سيليه، بعدما أوحى عون بأنّه يضع الآخرين أمام خيارين، فإما ملاقاته وفق الأجندة التي اقترحها، وإما لن تكون الاشهر الأخيرة من ولايته شبيهة بالسنوات الخمس، والأرجح انّه كلما اقترب تاريخ الوصول إلى خط النهاية في 31 تشرين الأول المقبل، سيغدو عون اكثر شراسة في المواجهة مع الخصوم والحلفاء على حدّ سواء.

شارك الخبر

مباشر مباشر

12:30 pm

مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة عند أطراف بلدة الشهابية قضاء صور

12:25 pm

هآرتس عن كبار المسؤولين الأميركيين: إنهاء الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس هما الشرطان الأساسيان للتوصل إلى اتفاق على الجبهة اللبنانية

12:22 pm

“حزيران حارّ”: ظاهرة الانقلاب الحراري تعود وارتفاع نسبة الرطوبة

12:09 pm

قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدة شبعا

12:03 pm

جهاز يمكن أن يخفف من آلام “صدمة الحب”!

11:49 am

الصين: بيان مجموعة السبع مليء بالغطرسة والأكاذيب

11:46 am

مدرب إنكلترا: أمامنا طريق شاق!

11:40 am

استهداف الاحياء الجنوبية لبلدة ميس الجبل

11:39 am

قصف معاد يستهدف أطراف كفرحمام وراشيا الفخار

11:37 am

البطريرك لحام للدول العربية والإسلامية: ضحّوا بمصالحكم وأموالكم وجيوشكم لإنهاء حرب الإبادة على غزة

11:34 am

الصحة السعودية توصي الحجاج بعدم التعرض لأشعة الشمس

11:33 am

أكبر عدد من القتلى في تاريخ الأمم المتحدة في غزة

11:30 am

ضحايا اثر حادث اصطدام قطارين في الهند

11:27 am

قصف سهل مرجعيون ومنطقة هورا

11:24 am

نتنياهو سيقيم مجلسًا مقلصًا للمشاورات الحساسة

11:21 am

وزير العدل اختتم زيارته لمقر الامم المتحدة بلقاء مع نظيرته النمساوية ومسؤولين

11:18 am

دعوة صينية للعالم: للتحرك معًا

11:16 am

ميقاتي استقبل عمرو دياب قبل حفله الغنائي

11:12 am

غروسي: اتفاق إيران النووي لم يعد يعني شيئا

11:10 am

محرزًا لقب آسيا للمرة الثالثة… “الرياضي” يعود الى بيروت

11:04 am

قضت في السجن 43 عاما… ثم تبيّن أنها بريئة

11:00 am

أكثر من 16 ألف طفل قتلهم الاحتلال في غزة… والوضع في شمال القطاع مأساوي

10:57 am

هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو أبلغ أعضاء حكومته حلّ مجلس الحرب

10:49 am

نداء عاجل بشأن الوضع في دارفور

10:46 am

بالفيديو: وصلوا لتفقد منازلهم في الضهيرة.. وجيش العدو أطلق النار عليهم

10:28 am

حسن فضل الله: عندما تنتهي هذه الحرب سترون حجم الخسائر الكبيرة عند العدو

10:22 am

هكذا علّق مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن “الوقف تكتيكي للحرب”

10:16 am

علق داخل مصعد كهربائي في هذه المنطقة

10:12 am

الأمم المتحدة: العالم يتخلُّف عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة

09:23 am

الموت يفجع محمد شقير!

09:20 am

العدو يستهدف منزلًا بقذيفة دبابة معادية بشكل مباشر في بلدة كفركلا

09:14 am

القاضية عون: “يا عالم أموالكم ‏طارت استفيقوا”

08:57 am

حادث تصادم بين قطارين في الهند

08:54 am

انتحار جندي إسرائيلي بعد يومين من مغادرته غزة

08:47 am

هاري كين: إنكلترا عانت رغم الفوز على صربيا

08:39 am

رسالة إسرائيلية لحماس: الحرب لن تنتهي إلا باتفاق

08:16 am

شهداء وجرحى بغارات إسرائيلية على حي الزرقا شمالي غزة

08:09 am

تصادم بين سفينتين صينية وفلبينية ببحر الصين الجنوبي

07:48 am

قرى منكوبة… لبنانيون يستغلون «تهدئة غير معلنة» لزيارة الجنوب

07:41 am

المفتي قبلان في خطبة “الأضحى”: لبنان اكبر من أن يعود الى التقسيم