خاص المدى جنان جوان أبي رشد
غالون واحد من البنزين قادر على تدمير وإحراق مبنى بكامله في غضون 5 دقائق فقط، فكيف إذا كان اللبنانيون يعيشون على صفيح مخازن من البنزين والمازوت، والرائحة تفوح عند مدخل كلّ منزل، بسبب عمليات التخزين خوفاً من ارتفاع أسعار المحروقات عند رفع الدعم؟!
وفي حين يؤكّد كلّ من يعمد الى التخزين أنه اتخذ كل الاحتياطات اللازمة، يشدد رئيسُ حزب البيئة العالمي الدكتور ضومط كامل على أن هذه العملية محفوفة بالمخاطر الكبيرة، لأننا نتعامل مع مواد ملتهبة سريعة الاشتعال قادرة على إحداث كوارث، موضحاً أن اشتعال أو احتراق 10 أو 20 ليتراً فقط من البنزين يؤدي الى احتراق مبنى بأكمله في خلال 5 دقائق فقط، من دون أن يتمكّن السكان من الفرار.
ويستغرب كامل أن يعمد البعض الى حفظ غالونات البنزين على الشرفات تحت أشعة الشمس أو في ظل حرارة الصيف العالية جداً وحيث يدخّنون النرجيلة، أو تحت الأبنية وفي أقبيتها ومخازنها قرب خزّانات المازوت حيث إمدادات الكهرباء لمضخّات المياه، أو في الظلمة حيث يلجأ البعض الى استعمال ولّاعة لإنارة طريقه، شارحاً أن أي حرارة عالية (35 درجة مئوية وما فوق) مترافقة مع تبخّر مادة البنزين من شأنها أن تؤدي الى انفجار، كما أن بصيصاً صغيراً من النار أو احتكاكاً كهربائياً بسيطاً قد يؤديان الى النتيجة نفسها.
ويحذّر كامل أيضاً من استخدام بعض أنواع الغالونات، ومنها غالونات المياه الشفافة سعة 10 ليترات(الأكثر استخداماً للتخزين خلال هذه الازمة)، والتي تتحلّل مع الزمن ليتسرّب منها البنزين أو المازوت، فيما بعض الانواع الاخرى من الغالونات، قد ينفجر بفعل الحرارة من دون أن يتحلّل، بما يؤدي في الحالتَين الى كارثة.
ويضيف كامل متحدثاً عن حوادث عديدة خطيرة ترامت إليه، ومنها أن مسنّة استعملت غالون البنزين في عملية تنظيف أرضيّة منزلها عن طريق الخطأ، معتقدة أنه غالون مياه.
كما يحذّر كامل من عملية نقل البنزين في غالونات الى المنازل بواسطة السيارات، لافتاً الى أن تَبَخُّر هذه المادة خلال تدخين السائق لسيجارة على سبيل المثال، يؤدي حتماً الى احتراق سيارته من دون تمكّنه من الفرار منها، كما أن نقلها في صندوق السيارة يعرّضها كذلك الى خطر نشوب حريق أو انفجار بفعل الحرارة العالية.
محطات الوقود قنبلة موقوتة
عدم مراعاة أصول السلامة العامة ينسحب أيضاً على تصرّفات اللبنانيين بالقرب محطات البنزين، حيث العمال والمحتشدون يدخّنون السجائر ويجرون الاتصالات عبر الهاتف الخليوي. ويشير الى أن هناك احتمالاً بنسبة 80% في أن تؤدي ذبذبات الهاتف الخليوي الى إشعال محطة وقود بكاملها، معلناً أن الدول الاوروبية والكثير من الدول الأخرى تمنع استعمال الخليوي في محيط المحطات وإشعال أي شيء قربها، كما تمنع تعبئة الوقود في وقت يكون فيه محرّك السيارة شغّالاً (وهو أمر بات معهوداً في لبنان وسط ازمة المحروقات الحالية).
ويؤكد كامل أنّ على الدولة والبلديات القيام بمسح شامل لضبط أي عملية تخزين، وتسطير محاضر ضبط بحق المخالفين، لافتاً الى أن انفجار المرفأ وحادثة التليل وعدداً من الانفجارات الأخرى في الجنوب، حوادث كلّفت لبنان الكثير ويجب تفادي تكرارِها، إذ إن عملية تخزين هكذا مواد ملتهبة سريعة الاشتعال خطيرة جداً وتخضع الى شروط قاسية جداً في كل دول العالم.
ويختم كامل: “في ظل كل ما يجري على هذا الصعيد، ربما هناك قوّة إلهية تحمي الشعب اللبناني من تكرار هكذا حوادث”، ويتابع: “لكنّنا نحذر قبل وقوع المحظور، وندعو الى الاتصال بنا على الرقم 03355552 للإبلاغ عن أي تخزين في المنازل أو أي مخالفات قرب محطات الوقود، لأننا نجري مسحاً شاملاً حول هذه المخاطر…”