تتجه الأنظار الى الجنوب مع اقتراب نهاية مهلة الستين يوماً لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، وسط غموض يعتري انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، في ظل توجّه إسرائيلي للبقاء في مواقع وتلال حاكمة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث أفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن “المجلس الوزاري المصغر يجتمع اليوم لبحث إبقاء جزء من قوات الجيش في جنوب لبنان”. فيما أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الى أن “الجيش الإسرائيلي يطالب بتمديد احتلاله لمناطق في الجنوب اللبناني، لمدة 30 يومًا على الأقل لإنهاء ما وصفه بـ “المهام الأمنية الضرورية”.
ووفق تقدير جهات دبلوماسية غربية فإن القرار الأميركي مع الأمم المتحدة متخذ بانسحاب القوات الإسرائيلية الى حدود الخط الأزرق والتزام الجانبين الإسرائيلي واللبناني بمندرجات اتفاق الهدنة والقرار 1701، وهذا يسري أيضاً على الإدارة الأميركية الجديدة حيث إن الرئيس دونالد ترامب كان واضحاً في خطابه بتوجّهه لإنهاء الحروب في المنطقة والعالم، ولذلك ستضغط الإدارة الأميركية الجديدة على إسرائيل للانسحاب من الجنوب لتفادي اندلاع مواجهات جديدة تهدّد من جديد الاستقرار على الحدود وفي الشرق الأوسط. وأوضحت الجهات لـ”البناء” الى أن الحكومة الإسرائيلية ستقدم طلباً للإدارة الأميركية بتمديد الهدنة والبقاء في نقاط محدّدة على الحدود لدواعٍ أمنية، لكن القرار بيد الأميركيين والأمم المتحدة واللجنة الخماسية المكلفة الإشراف على تطبيق اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار”.
ومن المحتمل وفق الجهات الدبلوماسية أن يتم الاتفاق بين الأميركيين والإسرائيليين على مهلة جديدة وجدول عملي للانسحاب يحتاج الى أيام أو أسبوعين ويجري الطلب من الحكومة اللبنانية عبر لجنة الإشراف للموافقة عليه على أن تكون مهلة متبادلة للجيش الإسرائيلي لاستكمال انسحابه وللجيش اللبناني لاستكمال انتشاره في جنوب الليطاني وإزالة كافة الأسلحة والمسلحين من جنوب الليطاني وفق ما ينصّ القرار 1701″.
غير أن مصادر سياسية استبعدت عبر “البناء” موافقة الحكومة اللبنانية على طلب كهذا بعد نهاية مهلة الستين يوماً وفق ما ينص اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي أي بقاء لقوات إسرائيلية على الأراضي اللبنانية يعتبر احتلالاً وتصبح كافة وسائل المواجهة مفتوحة بما فيها الجيش اللبناني وأهالي القرى والمقاومة المسلحة. وشددت المصادر على أن الجيش اللبناني يقوم بواجباته وينتشر بسرعة قياسية في كافة القرى والمناطق والنقاط التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي وهذا ما تعلم به لجنة الإشراف الدولية والقوات الدولية العاملة في الجنوب، وبالتالي تذرع العدو ببطء انتشار الجيش اللبناني غير صحيح وبمثابة ذريعة لإبقاء قواته في الجنوب.
وفي سياق ذلك، أنجز الجيش اللبناني أمس، انتشاره في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل” بحيث تمركزت عدة آليات مدرعة ودبابات في مرتفعات بلدة كفرشوبا وصولاً حتى بركة بعثائيل، كما شمل الانتشار بلدات كفرحمام وراشيا الفخار وسبق ذلك انتشار للجيش في الطرف الشرقيّ لبلدة شبعا واستقبل أهالي كفرشوبا الجيش بالزغاريد والأرزّ. كما سمح الجيش اللبناني لعدد من أهالي البياضة وشمع وعلما الشعب والناقورة بزيارة بلداتهم.