جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”
أعداد المصابين بكورونا تحلّق فيسجّل عدّاد الاصابات بهذا الوباء في لبنان يومياً ما بين 500 و700 حالة، إلا أنه يتمّ التداول على مواقع التواصل الاجتماعي عن ازديادٍ في نسبة الاخطاء في نتائج فحوص الPCR ، التي تظهر إيجابية وتعود لتتبيّن بعد أيام سلبيّة أو العكس، ما يجعل اللبنانيين الذين يؤمنون عادة بنظرية المؤامرة يشكّكون ربما بوجود المرض في الأساس، أو يكيل البعض الآخر منهم الاتهامات بالمتاجرة بهذه الفحوص.
كيف يفسّر عضو اللجنة العلمية في وزارة الصحة والإختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفسور جاك مخباط هذه الاخطاء؟
يشير مخباط الى أنه يجب أخذ العيّنات للفحوصات بشكل جيد، وبطريقة يتمّ فيها الوصول حتى الحنجرة، مستنكراً في الوقت عينه تشكيل نوع من الضغط على العاملين في المختبرات للاسراع في اعلان النتائج، لأن السرعة في هذا العمل الدقيق قد تؤدي الى كثرة الاخطاء، إذ إن سرعة العمل خلال وضع عيّنة ايجابية قرب عيّنات أخرى سلبية قد يجعل الرذاذ يتطاير منها، وتكون بالتالي الفحوصات غير صحيحة.
ويلفت مخباط في حديث ل “المدى” الى أنه وعلى الرغم من اعتماد كلّ السبل والتقنيات الصحيحة في المختبرات الا أن هامش الخطأ في فحوصات ال PCR يصل في العادة الى 30%، معتبراً ان هذا العمل هو عمل انساني لكنّه ليس عملاً إلهياً، والانسان معرّض للخطأ وخصوصاً مَن يعمل كثيراً.
أما عن صحة الحديث عن ان الاخطاء تُرتَكب بشكل أكبر في المستشفيات الخاصة وأن الفحوصات في المستشفيات الحكومية هي أكثر دقة، فيرى مخباط أن كل المستشفيات والمختبرات هي عند المستوى عينه، الا أن الفارق يتعلّق بخبرة فريق العمل والضغوط الموضوعة عليه.
وعن الاتهامات التي يوجّهها البعض للدولة أو للمستشفيات والمختبرات حول المتاجرة بفحوصات الPCR ، يعتبر مخباط أنها نتيجة تراجع ثقة اللبناني بكلّ الامور في البلد.