دفع الاستهداف الإسرائيلي الأخير للضاحية الجنوبية لبيروت المسؤولين في لبنان إلى تفعيل اتصالاتهم مع الدول الخارجية للضغط على العدو لوقف اعتداءاته، والحصول على ضمانات بعدم القيام بأي عدوان، خصوصاً في فترة الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة.
وعلمت “الأخبار” أن رئيس الجمهورية جوزيف عون تواصل مع السفارة الأميركية في بيروت، وأجرى اتصالاً برئيس هيئة المراقبة الدولية المشرفة على تطبيق وقف إطلاق النار في الجنوب الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، الذي سيأتي اليوم إلى بيروت للاجتماع بالرؤساء الثلاثة ومتابعة الوضع، وأكّد عون أن “الجيش اللبناني يقوم بالمهام المطلوبة منه، وهناك إشادة واضحة من الخارج بعمله، لكنّ العدو الإسرائيلي هو من يعرقل استكمال انتشاره ومهامه من خلال مواصلته للخروقات واحتلاله النقاط الخمس”.
وقالت مصادر مطّلعة إن اللجنة “قد تجتمع يوم الخميس بعدَ أن علّقت اجتماعاتها وعملها بقرار أميركي، إذ كانت واشنطن تسعى إلى استبدال اللجنة التقنية العسكرية بلجان دبلوماسية، وهو ما رفضه لبنان”، مشيرة إلى أن “التواصل شمل أيضاً الجانب الفرنسي الذي يختلف موقفه عن الموقف الأميركي”.
وبحسب المصادر “تسعى باريس إلى تفعيل عمل اللجنة، وترفض إعطاء تبريرات للعدوان الإسرائيلي المتكرر على لبنان بعكس الأميركيين الذين يطلقون يد إسرائيل ويوافقون على شنّ ضربات كما قال رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الذي أعلن بأن الأميركيين تبلّغوا بالضربة على الضاحية قبل تنفيذها”.
واعتبرت المصادر أن “التواصل مع الأميركيين غير مُجد، فلولا الغطاء الأميركي للعدو الإسرائيلي لما واصل اعتداءاته”، مشيرة إلى أن “تعطيل عمل اللجنة جاء في إطار ترك المجال لإسرائيل كي تفعل ما تريد”.
ويصل الجنرال الأميركي، فيما يقوم وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي بجولة على المسؤولين اللبنانيين، وخلال اجتماعه بهم قال عون إن “الانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمس في جنوب لبنان ضروري للإسراع باستكمال انتشار الجيش حتى الحدود، بحيث تتولى الدولة وحدها مسؤولية أمن الحدود”.
وأشار إلى أن “الجيش منتشر على الحدود الشمالية الشرقية، ويقوم بواجباته كاملة، ويتولّى أيضاً مكافحة الإرهاب، ومنع عمليات التهريب، وحفظ الأمن الداخلي”، مشدّداً على أن “حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية قرار اتُّخذ وتتم معالجته بهدوء ومسؤولية حفاظاً على السّلم الأهلي، ومن غير المسموح العودة إلى لغة الحرب”.