أشارت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، إلى أنّ “الركيزة الأقل شهرة في القضية ضد إسرائيل، في محكمة العدل الدولية، هي هجومها المنهجي على البنية التحتية الطبية في غزة”.
وفي مقال نشر على موقعها الإلكتروني، يوم أمس، تحت عنوان ” تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة هو جريمة حرب”، اعتبرت الصحيفة أن هناك “منطق دائري قاسٍ” في غزة، حيث “إن القوات الإسرائيلية، أثناء قيامها بقصف غزة ومحاصرتها، تخلق حاجة ملحة للرعاية الطبية بين المدنيين، بينما تحرمهم في الوقت نفسه من الوصول إليها”.
وقالت المجلة “إن تدمير إسرائيل لنظام الرعاية الصحية في غزة، لا يشكل فقط جزءاً مهماً من تهم الإبادة الجماعية، بل هو أيضاً جريمة حرب صارخة يجب أن تحاكم عليها المحكمة الجنائية الدولية”.
وحدّدت المجلة في مقالها، المحطات الأساسية في عملية تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة.
وأكّدت على أن الهجمات الإسرائيلية “على مرافق الرعاية الصحية، بدأت في أعقاب هجوم 7 تشرين الاول مباشرة”. وخلال الـ 36 ساعة الأولى، تضيف الـ”فورين بوليسي”، هاجمت القوات الإسرائيلية المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، ومستشفى ناصر في خان يونس، ومستشفى القدس في مدينة غزة، من بين عدة منشآت أخرى.
و”بحلول 24 تشرين الثاني، كان 30 من أصل 36 مستشفى في غزة قد تعرض للقصف”، و”حتى 30 كانون الثاني، أبلغت منظمة الصحة العالمية، عن وقوع 342 هجمة متعلقة بالرعاية الصحية في غزة”، وقد “تم إضعاف تلك المستشفيات وسيارات الإسعاف والعيادات، التي نجت من القصف بسبب الحصار وعرقلة قوافل المساعدات الإنسانية”.
وأشارت الصحيفة في مقالها، إلى أنّ “المستشفيات الوحيدة في غزة، التي تقدم العلاج للبالغين والأطفال المصابين بالسرطان، هي مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، ومستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، وقد تعرضت للقصف، والحصار والإجبار على الإغلاق”.
وما يزيد الطين بلة، تضيف مجلة “فورين بوليسي”، أن “الجمع بين النزوح الجماعي القسري، والظروف غير الصحية الناجمة عن انقطاع خدمات الصرف الصحي، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وانقطاع التطعيم، سيؤدي حتماً إلى تفشي الأمراض في المستقبل، مما يؤدي وظيفياً إلى شكل من أشكال الحرب البيولوجية غير المباشرة”.