فيروس كورونا لن يفرق بين سياسي وآخر..انتبهوا!

 حنان مرهج

بعدما ضرب فيروس كورونا عددا كبيرا من الدول وبات منتشرا في قارات العالم الخمس، لقي لبنان نصيبه من هذا الوباء، وعلى رغم ان الخطوات اتخذت من المعنيين للمعالجة وللوقاية وشكلت الحكومة لجانا مختصة للمتابعة وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وارشاداتها، الا ان اللافت في لبنان هو الإطار الذي وضع فيه هذا الفيروس، فأخرج عن سياقه الطبي وادخل نفق السياسة بعدما تحوّل الى مادة سجال بين الاقطاب، منذ إعلان وزير الصحة اللبناني حمد حسن عن أول إصابة بفيروس “كورونا” في لبنان لسيدة كانت قادمة من مدينة قم الإيرانية، فتحوّل الأمر سريعا إلى قضية وطنية أثارت جدلاً واسعاً حولها على مختلف الأصعدة، وكل من خلال موقفه السياسي من ايران. كل القضايا التي تتفاعل في لبنان تأخذ عادة منحى سياسياً ، لكن ما لم يكن متوقعاً هو أن تتحوّل مسألة مرتبطة بصحة المواطن، وبالمواطن كإنسان إلى قضية سياسية فكثرت التغريدات المنتقدة، من رؤساء الأحزاب غير المشاركين في الحكومة والسياسيين والإعلاميين والفنانيين، وكأن هذا الوباء اتى ليشكل مادة يقصف فيها على عمل الحكومة او وزير الصحة، بدل ان يشكل عنوانا للتضامن الوطني والإجتماعي لمكافحته، وايجاد السبل للحد من تفشي هذا الوباء على ما اشار الخبير في التواصل الدكتور سمير مسرة لافتاً الى ان المواقف من السياسيين تساعد في نشر الهلع. بعد الإلتفاف والتضامن الوطني والحكومي والشعبي الذي يجب ان يشكل الموقف اليوم للأحزاب والمسؤولين في لبنان، يأتي عنصر التوعية وخصوصا من الإعلام الذي يجب ان لا يأخذ طابع التهكم او العنصرية كما حصل مع بدايات هذه الأزمة، حيث لعب دورا سلبيا على ما اشار مسرة. وبحسب المعلومات هذه الفيروس سيشكل عاملا اضافيا يزيد من نسبة الركود الإقتصادي في لبنان، على غرار دول العالم ولا سيما فرنسا التي تأثرت لا سيما في ريفها، فشكل كورونا شللا جزئيا في الإقتصاد الفرنسي حيث لامس عدد المصابين به ال100 فحصد الإقتصاد خسائر لا بأس بها حتى الساعة. هذا الى جانب الصين المتأثر الأكبر بهذا الوباء ما ادى الى اقفال اسواقها ومؤسساتها كليا خصوصا في يوهان المنكوبة، وبعدها ايطاليا التي لامس المئة وغيرها وغيرها من الدول، التي اخذت الإحتياطات بدورها خصوصا باقفال الحدود مع الدول التي تفشى فيها هذا الوباء. وبدوره اتخذ لبنان قراراً بضبط حركة الطيران والسفر الى الدول التي تفشى فيها الوباء، من خلال وقف النقل جواً وبراً وبحراً لجميع الأشخاص القادمين من الدول التي تشهد تفشّي فيروس “كورونا” (الصين، كوريا الجنوبية، إيران، إيطاليا وعند الإقتضاء دول أخرى تحددها الجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس الكورونا)، على أن يستثنى من ذلك فقط المواطنون اللبنانيون والأشخاص الأجانب المقيمون في لبنان، ما فتح بابا جديدا امام النقاشات والسجالات، ودائما بعيدا من الشق الإنساني والصحي. ليبقى اللافت هو رفض الدول الأوروبية حتى الآن اغلاق الحدود فيما بينها في ظل جدل جدي حول هذه المسألة. اذا فيروس كورونا الذي دخل لبنان للأسف وبدأ بالتفشي بين مواطنيه، لن يفرق بين حزبي واخر او بين سياسي واخر، انه كأس مر على الجميع، من هنا يجب ان تكون درجة الوعي كبيرة عند المسؤولين على اختلاف توجهاتهم ولا سيما منهم من يحاول الإستفادة حتى من صحة المواطن لتسجيل نقاط سياسية، وذلك رأفة باللبنانيين الذين ضاقوا ذرعا من الأوبئة الإقتصادية والسياسية، علّ فيروس كورونا يرحمهم.