فيما تتجه الأنظار إلى الجولة الرابعة والأخيرة من استحقاق الانتخابات البلدية في الجنوب، انشغل لبنان الرسمي بزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت، والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين، وتناولت العلاقات الثنائية وآخر التطورات الإقليمية والدولية، وأفضت إلى التوافق على معالجة ملف المخيمات الفلسطينية وحصر السلاح بيد الدولة.
ووفق معلومات “البناء” فإنّ “المباحثات بين الرئيسين عون وعباس وضعت خريطة طريق لمعالجة أزمة المخيمات الفلسطينية في لبنان على كافة الصعد، لا سيما مسألة التفلت وانتشار السلاح وتحوّل بعض المخيمات إلى ملجأ للهاربين من القانون لا سيما التنظيمات المتطرفة وذلك في إطار بسط سيطرة الدولة وأجهزتها ومؤسساتها على كامل أراضيها وفق ما ورد في خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية، وكان اتفاق بين الرئيسين على أن لبنان حضن القضية الفلسطينية لعقود خلت وضحى من أجلها ودفع أثماناً باهظة، ولذا لا بد من تجنيب لبنان التداعيات لكون الوجود الفلسطيني المسلح داخل المخيمات لا يفيد حق العودة ولا القضية الفلسطينية، ما يستوجب تنظيم هذا الوجود بالتعاون مع السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية في لبنان حماس والجهاد الإسلامي”.
وفيما أفيد أن حركة حماس أبدت تعاوناً على هذا الصعيد، يتردّد وفق معلومات “البناء” أن قيادات في حماس وتنظيمات أصولية ستغادر لبنان خلال فترة خمسة عشر يوماً، ومن غير المعلوم وجهة سفرهم حتى الآن مع ترجيح أن تكون قطر وتركيا.
وبعد الاجتماع بين الرئيسين عون وعباس، أكد الجانبان، في بيانٍ مشترك، على العلاقات الأخويّة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وشدّدا على التزامهما بتعزيز التعاون والتنسيق على مختلف المستويات. وجدّد الطرفان التأكيد على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وثابت في المنطقة، يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية، ويضمن حقوق شعوب المنطقة. وأدان الرئيسان استمرار العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزّة، واصفَين ما يجري بأنه “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، ودعوَا المجتمع الدولي إلى تحرك فوري وجاد لوقف العدوان وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين.