خاص المدى – جنان جوان أبي راشد
القرار باستيراد المحروقات على أساس 3900 ليرة بدلاً من 1500 ليرة للدولار الواحد، يخفّف الضغط عن الاحتياطي الالزامي بالعملات الاجنبية في مصرف لبنان، فهل سيؤثر ايجاباً على سعر صرف الليرة؟ وفي المقابل، هل ستتأثر أسعار السلع الاستهلاكية التي كانت تشهد في العادة ارتفاعاً ملحوظاً مع كل زيادة على سعر المحروقات؟
الخبير المالي والاقتصادي لويس حبيقة أسف لانه لم يعد بمقدور لبنان تحمّل فاتورة الدعم المكلفة جداً، واشار في حديث لـ”المدى” الى ان هذه الخطوة مطلوبة لكنها غير كافية و”ناقصة”، إذ إنه كان يجب رفع سعر الصفيحة أكثر من المطروح حالياً، وذلك لمجاراة سعر الصفيحة في سوريا وبهدف منع التهريب اليها، لكن يتعذّر ذلك في الوقت الراهن بسبب الاوضاع المعيشية المتردية. وأوضح أن هذه الخطوة أتت متأخرة 5 أو 10 سنوات، اذ كان يجب أن تحصل منذ سنوات وتدريجاً، ورأى في الوقت عينه ان رفع السعر دفعة واحدة من 40 ألف ليرة للصحيفة الى 200 ألف ليرة غير مقبول ولا يمكن أن يتحمّله اللبنانيون.
ويصف هذه الخطوة بالمرحليّة، فلا مناص من ارتفاع اسعار المحروقات لتوازي بعد فترة كلفة السوق، لأن تمويل الدعم من الاحتياطي الالزامي ايضاً غير مقبول.
ورداً على سؤال عن امكان أن يخفف القرار الضغط عن الاحتياطي الالزامي بالعملات الاجنبية في مصرف لبنان، فيتأثر سعر صرف الليرة ايجاباً، يعتبر حبيقة أن أيّ تأثير ايجابي على سعر الصرف لن يتحقق لأن هذا السعر مرتبط في جزء أساسي منه بفقدان الثقة وبعامل الخوف الذي ما زال سائداً في المجتمع اللبناني.
وعن امكان حصول ارتفاع كبير في اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بعد رفع سعر البنزين، يعتبر حبيقة أنها سترتفع ولكن بشكل محدود، لأن هذه الزيادة ستترافق مع اعادة دراسة للتكلفة من ناحية، وتغيير في السلّة الاستهلاكية لناحية الكمية والنوعية من ناحية اخرى كما قال. ولفت الى أنه وعلى الرغم من كل ما يجري الا أن المستهلك اللبناني يتمتع بالذكاء ما يجعله يلجأ الى هذا التغيير في سلّته الاستهلاكية، في حين أن التجار هم كذلك يتمتعون بالذكاء وقد ترجموا ذلك باستيراد ماركات جديدة بأسعار متهاودة ولو على حساب النوعية الى حدّ ما.
ويبقى السؤال هل تهريب البنزين سيتوقف بعد قرار الاستيراد على أساس 3900 ليرة؟
يرى خبراء انه فيما سعر صفيحة البنزين المدعوم في سوريا هو 70 الف ليرة، وغير المدعوم 235 الف ليرة، سيكون السعر الذي يجب أن تصل اليه الصفيحة في لبنان 200 ألف ليرة كي يصبح التهريب غير مجدٍ بالنسبة الى المهربين، لكنّ هناك استحالةً لتحمُّل ذلك وسط الاوضاع المعيشية الحالية.