أفادت صحيفة “الاخبار” أن الاتصالات استمرت يوم أمس بين قيادتَي حزب الله والتيار الوطني الحرّ، من دون أن ينتج عنها أي ليونة في موقف الوزير السابق جبران باسيل من تسمية الرئيس سعد الحريري.
وتُشبّه المصادر الوضع بما كان عليه قبل قرابة سنة، حين سحبت القوات اللبنانية بِساط “الميثاقية المسيحية” من تحت الحريري رافضةً تسميته، ليتراجع بدوره عن الترشّح، ويستعد فريق رئاسة الجمهورية – التيار الوطني الحرّ للعب دور المعارضة وعدم حضور جلسات مجلس الوزراء، وصولاً إلى حدّ عدم التوقيع على المراسيم. الفارق بين الزمنين، “تبدّل الأوضاع على كلّ المستويات، وجود ضغط فرنسي ودولي كبيرَين لإحداث تغيير في الساحة الداخلية. لبنان أمام مخاطر كبيرة، لذلك من المُستبعد أن تُخلق معارضة كهذه من جانب العهد خلال هذه المرحلة”.
وتُضيف المصادر أنّ “الردّ سيكون عبر التشدّد في التأليف، وموقف التيار الوطني الحرّ في عدم التمثّل وزارياً، على أن تُحصر الحصّة المسيحية الوازنة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فيكون له فريق عمله الحاضر داخل السلطة التنفيذية”. موقف “التيار” لا يلقى انتقاداً في صفوف حزب الله، بقدر ما يبدو “تفهّماً” لحليف سياسي حُمّل كلّ وِزر أسباب انتفاضة 17 تشرين الأول، ”التي تعتبر أنّ أهم إنجازاتها هو إسقاط حكومة الحريري، وها هي اليوم تتفرّج عليه يعود إلى السلطة، ويُربط انخفاض سعر صرف الدولار بوجوده في السلطة وتأخذ الأسواق نفساً، في حين يُظهّر جبران باسيل كما لو أنّه هو الخاسر الوحيد من هذه العملية”.
انطلاقاً من هنا، “يبدو طبيعياً التشدّد في عملية التأليف”، لا بل مُمكن أن يُشكّل التشدد ضرورة لفريق “8 آذار”، الرافض نهائياً لتسليم إدارة البلد كلياً إلى الحريري وخياراته الاقتصادية والسياسية”، وقد يؤدّي هذا التشدّد إلى أن “يبقى الحريري رئيساً مُكلفاً فترة طويلة”.