تكررت خلال الأسابيع الماضية الأنباء عن عثور القوى الأمنية على قنابل أو قذائف أو مواد متفجرة ملقاة في الشوارع بأكثر من منطقة لبنانية، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الإشارات التي تحملها هذه الحوادث على الصعيد الأمني، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها لبنان، إلا أن الأمر وحسب ما يؤكد أكثر من مصدر عسكري لا يرتبط بالأمن أبداً بل بالسلامة، خصوصاً مع تنامي ظاهرة تخزين المواطنين للمحروقات في المنازل أو في أماكن بين الأحياء السكنية.
ويشير مصدر عسكري، في حديث مع صحيفة “الشرق الأوسط”، إلى أنه حتى اللحظة لا تشكل هذه الحوادث أي تهديد أمني انطلاقاً من أن الأجسام التي تم العثور عليها غير معدة للتفجير وقديمة يحتفظ بها أصحابها من أيام الحرب اللبنانية، لا سيما أنه من المعروف أن معظم اللبنانيين كانوا ضمن أحزاب مسلحة والكثير منهم يحتفظ بذخائر أو أسلحة.
ويضيف المصدر أنه، وفي ظل أزمة المحروقات التي يعيشها لبنان، تحولت هذه الذخائر إلى عبء على أصحابها ومصدر تهديد لهم بسبب تخزين المازوت والبنزين في الأحياء السكنية، وحتى في الطبقات الأرضية من المباني، من دون مراعاة شروط التخزين في الكثير من الأحيان، وبالتالي أي حريق قد يتسبب بكارثة لصاحب هذه الذخيرة ومحيطه، لذلك يسعى مؤخراً من يمتلك هذه الذخائر إلى التخلص منها عبر رميها بهذه الطريقة في الشوارع، وقد يكون الشخص نفسه الذي يرمي هذه القذائف أو القنابل هو من يبلغ عنها.