خاص المدى – جنان جوان أبي راشد
بعد أشهرٍ من شبه قطيعة دبلوماسية بين لبنان ودول خليجية، الى أين تتّجه العلاقاتُ غداة ترحيب وزارة الخارجية السعودية ببيانِ رئيسِ الحكومة نجيب ميقاتي؟
ما هي التطورات على صعيد العلاقات بين لبنان والسعودية خاصة، وبين لبنان ودول الخليج عامة؟ هل يمكن القول إن المياه عادت الى مجاريها أم ستعود قريباً؟ وهل هناك ايجابيات ملموسة ومنتظرة في الايام القليلة المقبلة، وبماذا يمكن ربطُها؟ وهل من التزامات أو شروط سيقدّمُها لبنان؟
رئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية- الخليجية إيلي رزق يجيب عن هذه الاسئلة، ويعتبر في حديث ل”المدى” أن لبنان هو الذي خرج من العلاقة مع السعودية ودول الخليج، والقرار بعودته الى عروبته هو بيده وبيد القوى السياسية فيه، وأي بوادر خير في العلاقة تعود الى ما يمكن أن تتخذه الحكومة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي من خطوات حسيّة، وذلك بتأكيدها على علاقاتها الأخوية مع السعودية ودول الخليج.
ويرى رزق أننا ما زلنا في بداية الطريق لجهة رأب الصدع في العلاقات اللبنانية- الخليجية، فما حصل أمس أمرٌ يُبنى ويؤسَّسُ عليه بالطبع، لكن لا زال أمامنا الكثير، معلناً أنه لا يحبّذ القول إن على لبنان تنفيذ شروط أو التزامات تجاه الخليج، ويضيف: من أبسط الأمور أن تكون الدولة اللبنانية حريصة على بسط سيادتها على الأقل على معابرها الشرعية، وأن لا يتمّ استخدام لبنان كممرّ لتهريب الكبتاغون أو الممنوعات الى الخليج.
أما على الصعيد السياسي، فيقول رزق إن على الحكومة والقوى السياسية أن يؤكدا أن لبنان هو فعلاً دولة صديقة لبلدان الخليج، وليس دولة عدوّة لها ومنبراً للتهجم عليها ومقرّاً لتنظيم مؤتمرات تنادي بالعداء لها.
وأكّد أهمية نأي لبنان بنفسه، مشدداً على أن ليس مطلوباً منّا معاداة إيران كرمى السعودية والخليج، كما أنه ليس مطلوباً في المقابل معاداة لبنان للسعودية والخليج كرمى إيران. وتابع: من المطلوب أن نكون على علاقة جيدة بكل الدول عدا العدو الاسرائيلي.
وسأل: لماذا نناصب العداء للملكة العربية السعودية، وأقله في الموقف الرسمي؟! واعتبر أننا في بلد ديموقراطي وبلد الحريات، ومن حق كلّ حزب إبداء رأيه، ولكن شرط أن لا يكون ممثَّلاً في الحكومة وأن لا يكون جزءاً من تركيبتها، فعندما يكون هناك وزير في الحكومة يطلق تصريحات فهو بالتالي يلزِم الحكومةَ والموقف الرسمي للبنان.
واذ أكد رئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية- الخليجية إنجاز كل الخطوات العملية الامنية المتعلقة بضبط الحدود اللبنانية لعدم تهريب الممنوعات الى الخليج، قال: إلا أننا ما زلنا في بداية الطريق لرأب الصدع في العلاقات اللبنانية- الخليجية.
وعن ايجابيات ملموسة ومنتظرة في الايام القليلة المقبلة على صعيد تحسّن هذه العلاقات، أجاب رزق: يجب أن تكون هناك خطوات واقعية وعملية وملموسة من طرف الدولة اللبنانية، مجدِّداً التأكيد أن لبنان هو الذي خرج من العلاقة مع السعودية ودول الخليج، وليس العكس، ولذلك على لبنان أن يأخذ المبادرة والخطوات لعودته الى محوره وعالمه العربي، كما يختم رزق.