لاحظت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية خرج منذ مدة من حالة السكينة السياسة التي التزم بها منذ تبني ترشيحه لرئاسة الجمهورية من قبل الثنائي الشيعي قبل مايقارب العام، باستثناء اختراقات محدودة واطلالات نادرة، لاتتلاءم مع كونه مرشحا للرئاسة، وبادر بانتهاج حراك سياسي جديد، ميزّه عن باقي السياسين، كانت باكورته تلبية دعوة العشاء الى مائدة قائد الجيش العماد جوزيف عون، واتبعها باستقبال وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط في بنشعي، وبعدها زار العماد جوزيف عون معزيا بوفاة والدته، وهي المرة الثانية بوقت قصير، وبعدها لبى دعوة وليد جنبلاط إلى مائدة العشاء في منزل الاخير ببيروت.
واعتبرت المصادر ان لقاءات فرنجية هذه، وان كانت محصورة بقائد الجيش وجنبلاط، الا انها تحمل في طياتها اكثر من مؤشر ودلالة، أبرزها كسر حالة الانقطاع التي سادت العلاقة بين رئيس تيار المردة والعماد عون، وبين فرنجية وجنبلاط ايضا، وفتح الابواب لمرحلة جديدة من الانفتاح والتلاقي بينهم مستقبلا، ومايمكن ان يؤدي ذلك من تاثير في مسار الاوضاع السياسية عموما، وازمة الفراغ الرئاسي، لاسيما بوجود سليمان فرنجية مرشحا يحظى بحيز من التأييد السياسي من قبل الثنائي الشيعي وحلفائهما،، وقائد الجيش، المرشح غير المعلن والذي يحظى بتأييد ملحوظ نيابيا وخارجيا وخارجيا، في حين يشكل جنبلاط واللقاء الديمقراطي بيضة القباني بترجيح اي منهما للفوز بالرئاسة.
وتوقعت المصادر ان تؤدي هذه اللقاءات التي أسفرت بداياتها إلى التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون سنة اضافية في موقعه، ووضع تعيين رئيس للاركان في سلم الاهتمامات، إلى تشكيل نواة تفاهم سياسي، بمواجهة المعترضين على ترشيح فرنجية وعون للرئاسة، وفي مقدمتهم رئيس التيار الوطني الحر، وبامكان هذا التفاهم اذا استمر ان يدفع انتخابات رئاسة الجمهورية قدما في وقت قريب، ويقرب احد المرشحين منهما، اي فرنجية او عون للرئاسة، باعتبار انه بالامكان إزالة معظم الاعتراضات التي تحوول دون انتخاب اي منهما وخصوصا الاقليمية والدولية وان كانت مؤشراتها تنحاز لقائد الجيش قبل تطورا ت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.