تكثّفت المشاورات قبيل اللقاء المرتقب حصوله اليوم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي والتي استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل الأمس حيث دخل التفاوض مرحلة أخيرة وحساسة وغاص في عمق تفاصيل الحقائب والأسماء على مستوى المستشارين، بحسب مصادر “البناء”، التي أكدت أنّ الرئيس المكلف سيقدم اليوم لرئيس الجمهورية تشكيلة حكومية نهائية مقسمة إلى ثلاث ثمانات، ثمانية لرئيس الجمهورية مع الحزب الديمقراطي اللبناني وحزب الطاشناق وثمانية لميقاتي وثمانية لفريق 8 آذار المكون من ثنائي حركة أمل وحزب الله والحزب القومي السوري الاجتماعي وتيار المردة. وأشارت المعلومات إلى أنّ المفاوضات تنطلق من مبدأ الاتفاق على اختيار الوزيرين المسيحيين أولاً وتكريس حقّ رئيس الجمهورية بالشراكة في تأليف الحكومة، وفق ما ينص عليه الدستور، كاشفة أنّ لقاء اليوم حاسم وإذا تمّ الإتفاق على توزيع بعض الأسماء والحقائب فسنشهد ولادة الحكومة اليوم أو خلال يومين.
وفيما رجحت مصادر مقربة من بعبدا تأليف الحكومة قبل يوم الثلاثاء، أكدت لـ”البناء” أنّ المناخ الدولي – الإقليمي بات مؤاتياً، أكثر من أي وقت مضى، لتأليف الحكومة متحدثة عن قرار دولي للدفع نحو ولادة الحكومة لأسباب متعدّدة. ونفت المصادر مطالبة الرئيس عون بالحصول على الثلث المعطل أو على عشرة وزراء، موضحة أنّ رئيس الجمهورية اعترض في بداية المفاوضات على بعض الأسماء، لا سيما يوسف خليل المرشح لتولي حقيبة المال، لكنه عندما أدرك أنّ اعتراضه سيؤدي إلى تعطيل التأليف عاد وقبل به، مؤكدة أنّ “الرئيس عون لا يعترض على وزراء الثنائي الشيعي بل ينصبُّ تركيزه على الحقائب والوزراء المسيحيين ومعايير توزيعهم على الطوائف المسيحية والتمثيل السياسي لهم”. وكشفت المصادر أنّ “الرئيس سعد الحريري هو من عطل الاتفاق على اسم وزير الداخلية وليس الرئيسين عون وميقاتي وذلك بادّعاء وجود مشكلة في تراتبيته العسكرية في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي”.
وإذ عكست أجواء عين التينة مناخاً تفاؤلياً بقرب ولادة الحكومة متحدثة لـ”البناء” عن تقدم ملموس لجهة العقد المتبقية، لفتت مصادر مطلعة على مسار التأليف لـ”البناء” إلى أنّ “الاتصالات مستمرة منذ ليلة الأحد وهناك تقدم في تذليل العقد، مرجحة أن يثمر لقاء اليوم عن ولادة حكومة أو أن يتم التفاهم على إنهاء آخر العقد على أن توضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة النهائية لتعلن المراسيم يوم الأربعاء أو الخميس. علماً أنّ أجواء الرئيس ميقاتي حافظت على تفاؤلها ملمحة إلى أنّ لقاء اليوم هو الحاسم فإما أن تعلن الحكومة خلال أيام قليلة وإما الاعتذار”.