ليس صحيحاً أن أميركا فقط تعرقل الإعمار والدولة تستطيع البدء ولكن..

الجمعة ٩ أيار ٢٠٢٥

ليس صحيحاً أن أميركا فقط تعرقل الإعمار والدولة تستطيع البدء ولكن..

أفادت صحيفة “الاخبار”، بأن البعض في لبنان يضعون شروطاً أقسى من الأميركيين أنفسهم”. هذه العبارة، منسوبة إلى مسؤول كبير في دولة عربية متّهمة بمساعدة لبنان على مواجهة أعباء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ومعنية أيضاً بمساعدة لبنان على الخروج من أزمته الاقتصادية. وقد باح المسؤول العربي بهذا الكلام أمام شخصيات لبنانية، كانت تستفسر عن حقيقة الفيتو الأميركي المانع لأي نوع من المساعدة العربية للبنان.
وبحسب المصدر نفسه، فإن هناك تأويلاً مقصوداً لمواقف بعض الدول الخليجية، مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث إنهما لا تهتمان أصلاً بتقديم أي دعم جدّي للبنان. وإن موقف الرياض من الرئيس سعد الحريري، تنفّذه أبو ظبي بفرض شروط اللجوء على الحريري الذي يعيش ويعمل على أراضيها.
وأصل المشكلة عند الرياض مع الحريري، يعود إلى رفضه السير بخطة أعدّتها الرياض لإشعال فتنة في لبنان مع حزب الله. وذلك انتقاماً لما تعتبره الرياض دعم الحزب لخصومها في اليمن وسوريا والعراق.
وبحسب المصدر، فإن اتصالات ولقاءات عُقدت في العاصمة الأميركية وفي عواصم عربية، تناولت استقصاء موقف بعض الدول من دعم لبنان.
ويجزم المصدر بأن الكويت وقطر، أبلغتا السائلين، بأنهما على استعداد لتوفير “دعم جدّي، لكنّ الأمر يعود في هذه اللحظة إلى الموقف السعودي، وأنه لا يوجد في دول مجلس التعاون من يريد الصدام مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان”.
وعلمت “الأخبار” أن لقاءات ظلّت بعيدة عن الأضواء، أتاحت لجهات لبنانية رسمية وسياسية الاطّلاع على مواقف الدول الخليجية من ملف الإعمار.
وفيما تعلن الحكومة اللبنانية ومعها الرئيس جوزيف عون، أن ملف الإعمار يحتاج إلى تمويل من الخارج، فإن أركان السلطة يتحدّثون عن أن الدعم لن يأتي إلا بعد تلبية لبنان لشروط مختلفة.
وعند التدقيق، يخرج الكلام عن أن دعم الإعمار في الجنوب والبقاع وبيروت، مرتبط بـ”إجراءات لمنع تجدّد الحرب، وأن ذلك يتم من خلال إقفال الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، وهو ما يتطلب نزع سلاح حزب الله وتأمين انتشار الجيش والإمساك بكل مفاصل الملفات الأمنية والعسكرية”، بينما يجري ربط برامج الدعم للدولة والقطاعات بإصلاحات من خلال إقرار سياسات وقوانين جديدة لمعالجة ملفات عدة مالية واقتصادية.
وإذا كانت الحكومة لا تحرّك ساكناً في ملف الإعمار، متّكلة على هذا التبرير، فإن القوى السياسية المحلية، لا يبدو أنها مستعدّة للدخول في مواجهة مع الحكومة، لأجل إلزامها بإطلاق النقاش حول ما يمكن للحكومة أن تقوم به بمعزل عن الدعم الخارجي، خصوصاً أنه يوجد في لبنان، وحتى في الخارج، من يؤكّد وجود إمكانية مالية عند الدولة اللبنانية لإطلاق برامج الإعمار بمبلغ أوّلي لا يقلّ عن مليار ونصف مليار دولار.
في هذه الأثناء، كان البحث يتواصل مع عواصم عربية وإقليمية مهتمّة بمساعدة لبنان. وإذا كانت إيران تجد لنفسها طريقاً خاصة لإيصال الدعم إلى أبناء القرى والمدن من المتضررين، فهي فعلت ذلك بعدما رفضت الحكومة اللبنانية عرضاً رسمياً بتوفير الدعم من خلال مؤسسات الدولة، وهو ما سبق لمستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني أن أثاره في لقاءات مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، الذي برّر الرفض بأن لبنان لا يمكنه قبول أموال إيرانية بسبب العقوبات المفروضة على إيران.
لكنّ الجانب الإيراني عرض عليه أن يتم نقل الأموال عبر مؤسسات دولية لا تخضع للعقوبات، مثل البنك الدولي أو صندوق النقد أو أي مؤسسة أخرى. ومع ذلك كرّر ميقاتي رفض تلقّي الدعم.
ومع انتخاب الرئيس عون وتشكيل نواف سلام الحكومة، لم يكن في وارد الاثنين فتح النقاش مع إيران أصلاً. ولا حتى مع دول أخرى تظهر اهتماماً بعيداً عن الضغوط الأميركية، مثل العراق. وهو ما دفع بالقوى الصديقة للعراق مثل حركة أمل وحزب الله إلى مناقشة المسؤولين العراقيين في الأمر، وقد سمعوا كلاماً واضحاً، حول أن بغداد ملتزمة بتقديم الدعم، وأنها تفكر في الآليات العملية.
وأخيراً، كشفت مصادر مطّلعة، أن العراق، درس فكرة أن يتم توفير الدعم المباشر إلى لبنان، من دون الاضطرار إلى تحويل أموال جديدة.
وقد رست المناقشات على فكرة، أن تتخذ الحكومة العراقية قراراً بتحويل الأموال الموجودة في حساباتها في المصرف المركزي في لبنان إلى هيئة رسمية لبنانية تتولّى إعمار المساكن على وجه الخصوص، وعدم رصد أي مبالغ للبنى التحتية حتى لا يصار إلى التلاعب بالأموال، وللمساعدة على إعادة السكان إلى منازلهم.
وعلمت “الأخبار” أنه جرت مناقشة المسؤولين العراقيين بفكرة أن تختار الحكومة العراقية عدداً من القرى والبلدات كما فعلت دول عربية عند إطلاق ورشة الإعمار بعد العدوان في عام 2006.
ومع أن الحكومة اللبنانية تنفي تلقّيها أي إشعار رسمي حول الملف، فإن الزيارة الأخيرة لوزير المال ياسين جابر إلى بغداد، لم تتطرّق إلى هذا البند، بحسب أوساط جابر التي قالت إن الزيارة “خلصت إلى نتائج إيجابية على أكثر من صعيد ولا سيما أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أبلغ جابر بأن العراق سيكون إلى جانب لبنان في إعادة إعمار ما تهدّم بفعل العدوان الإسرائيلي”.
وأضافت أوساط وزير المال: “إن المسؤولين العراقيين أكّدوا أن العراق لم يتوقف عن دعم لبنان في السنوات الماضية، خصوصاً لجهة تزويده بالفيول الخاص بإنتاج الطاقة الكهربائية مقابل تسهيلات مالية يتم الترتيب لسداد مبالغها المتوجبة على لبنان”. ونُقل عن جابر قوله: “إن العراق سيرسل إلى لبنان خلال فترة أيام شحنة من 320 ألف طن من القمح”.
بالعودة إلى حساب العراق في المصرف المركزي اللبناني، فإن العقد الموقّع بين لبنان والعراق بشأن الفيول هو عقد من دولة لدولة، وقد تمّت تغطيته القانونية والمالية من قبل مجلس النواب، لكن لم تُفتح له الاعتمادات في السنة الأولى، قبل أن تبدأ مؤسسة كهرباء لبنان في السنوات اللاحقة بتوفير التغطية المالية.
وقد تمّ تحويل مبلغ 550 مليون دولار إلى حساب المصرف المركزي العراقي لدى مصرف لبنان حتى الآن، وهناك مستحقّات إجمالية تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار. وتبيّن أنه من أصل مبلغ الـ550 مليون دولار هناك قسم “فريش” وقسم “لولار” وقسم بالليرة اللبنانية. لكنّ غالبية الأموال هي بالـ”لولار”.
وبحسب الاتفاق، فإن إجراءات الدفع تتم من خلال وزارة الطاقة ومصرف لبنان. وعندما تتسلّم وزارة الطاقة بالتنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان الكميات المقرّرة من الفيول، تقوم بإبلاغ مصرف لبنان بذلك.
وينص العقد على أن يتم الدفع بعد 12 شهراً من تسلّم الشحنة. وبالتالي يصبح على مصرف لبنان التنسيق مع وزارة الطاقة لبدء إجراءات الدفع.
وهذا يعني أنْ لا وجود لدور لرئاسة الحكومة أو وزارة المال كون مصرف لبنان يطلب من وزارة المال السماح له بالسحب من حسابها والتحويل إلى حساب المصرف المركزي العراقي لديها.
لكنّ المعاملة تتم أصلاً بين وزارة الطاقة ومصرف لبنان، فإذا حصل أن عجز مصرف لبنان لسبب ما عن الدفع، أو تذرّع تقنياً بأن المبالغ ليست لها اعتمادات في الموازنة العامة، فتقوم وزارة الطاقة بتذكيره بوجوب الدفع كون العقد مُبرماً مع الحكومة اللبنانية والحكومة العراقية، كما يترتب على رئاسة الوزراء أن تلعب دوراً في تأمين الاعتمادات اللازمة لسداد المبالغ المتوجّبة على لبنان.
وبحسب المصادر المعنية، فإن آلية العمل وفق هذا الأساس لا تحتاج إلى قرارات خاصة لا من جانب الحكومة اللبنانية ولا من جانب الحكومة العراقية، عدا إعلان الأخيرة أنها قرّرت تقديم هبة إلى لبنان، ويمكن للواهب بالتشاور مع الحكومة اللبنانية اختيار الجهة التي سوف تتولّى الإشراف على إنفاق الهبة، كما يمكن لها أن تناقش آلية للإشراف على هذه العملية. وهي عملية لا تتطلب أي إجراء من شأنه انتظار موافقة أميركية أو خلافه.
الأمر الآخر، يتعلق بأن إصرار الحكومة اللبنانية على تجاهل هذا الأمر، يعيدنا من جديد إلى المربع الأول، حيث تبدو الحكومة متورّطة في مشروع إعاقة عملية الإعمار، وذلك ضمن معركة تهدف إلى الضغط على بيئة المقاومة من أجل الوصول إلى مكاسب سياسية، خصوصاً أن الحكومة لا تظهر أي استعداد للانخراط في برامج خاصة لمواجهة عملية إعادة الإعمار.
وبرغم كل المناقشات الجانبية، فإن الواضح هو أن الحكومة لا يمكن أن تبادر إلا من خلال ضغوط حقيقية، تقودها القوى السياسية أو الهيئات الشعبية، خصوصاً أهالي المناطق المنكوبة، والسكان المتضرّرين من عدم إطلاق عملية الإعمار. ويبدو أن أهل الحكم عندنا يدفعون بالأمور للوصول إلى مواجهة من هذا النوع.

شارك الخبر

مباشر مباشر

04:34 pm

جنرال إسرائيلي: التهديدات من جهة سوريا تغيرت وبالتالي علينا أن نتغير

04:29 pm

المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي: رصد إطلاق صاروخ من اليمن اتجاه “إسرائيل”

04:28 pm

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب والقدس

04:27 pm

الدفاع الروسية: تحرير 3 بلدات جديدة في دونيتسك

04:25 pm

المجر تطرد جاسوسين أوكرانيين كانا يعملان تحت غطاء دبلوماسي

04:22 pm

مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة: متفقون مع اميركا بشأن سوريا

04:20 pm

عداد المرشحين للانتخابات البلدية في قضاء صور لليوم: 654

04:15 pm

رسمياً.. تشابي ألونسو يحسم مصيره مع باير ليفركوزن

04:13 pm

كمالوندي: إيران ليست الدولة الوحيدة التي تخصب اليورانيوم ولا تملك الأسلحة النووية

04:11 pm

الخطوط الجوية السويسرية تمدد تعليق رحلاتها إلى تل أبيب حتى 18 ايار الجاري

04:10 pm

حزب “الديمقراطية ومساواة الشعوب” الكردي يعلن في بيان “فجرا جديدا للسلام والأخوة” في تركيا

04:08 pm

السيسي يلتقي نظيره الفلسطيني في موسكو

04:05 pm

أ.ف.ب: زيلينسكي يعلن عن اجتماع للقادة الأوروبيين غداً في كييف

04:03 pm

المستشار الألماني يعرب لنتنياهو عن قلقه إزاء مصير الأسرى والأوضاع الإنسانية في غزة

03:52 pm

“الداخلية” تذكر بهذه التعاميم قبيل الإنتخابات في محافظتي لبنان الشمالي وعكار

03:42 pm

عراقجي يزور السعودية وقطر قبل جولة ترامب في المنطقة

03:40 pm

سوريا.. شركة طيران أوروبية تطلق رحلات إلى دمشق من عدة عواصم

03:37 pm

‌‏القناة 12 الإسرائيلية: الخطوط الهندية “إير إنديا” تلغي رحلاتها إلى “إسرائيل” حتى 25 ايار الجاري

03:30 pm

في أحدث حصيلة للإبادة الجماعية بغزة: 52,787 شهيدًا و119,349 إصابة

03:26 pm

الفاتيكان: قداس التنصيب الرسمي للبابا سيقام في هذا التاريخ

03:23 pm

الخارجية الهندية: باكستان استهدفت مواقع مدنية وعسكرية والجيش الهندي رد بطريقة مسؤولة

03:22 pm

الهيئات الإقتصادية زارت حاكم مصرف لبنان والبحث تركز على التعافي المالي والمصرفي

03:20 pm

وزيرة الشباب والرياضة تستقبل فريق نادي الاتحاد السعودي في المطار

03:18 pm

جابر: لا زيادات ضريبية ولكن هناك سعي لجباية كل الضرائب المستحقة

03:15 pm

بيل غيتس يتعهّد بالتبرع بكامل ثروته: “لن أموت غنيًا”

03:12 pm

من بنس واحد إلى ملايين الدولارات.. رحلة الطوابع البريدية الأغلى في التاريخ

03:08 pm

وسائل إعلام إسرائيلية: وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: قرار استئناف المساعدات لغزة كارثي

03:06 pm

حساب على “إكس” منسوب لبابا الفاتيكان الجديد ينتقد سياسة ترامب

03:04 pm

قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة بعد هدوء الهجمات

03:01 pm

“معاريف” عن مصدر: تلقينا رسالة أمريكية بأن واشنطن تفضل وقفا لإطلاق النار بغزة بدلا من عملية إسرائيلية شاملة

02:56 pm

في مرفأ طرابلس.. تفريغ معدّة ضخمة يبلغ وزنها 140 طنًا 

02:54 pm

وزير خارجية إيطاليا: على “إسرائيل” فتح أبوابها أمام “الغذاء لغزّة”

02:48 pm

تحليق مسيرة معادية في اجواء صور والقرى المحيطة

02:47 pm

بابا الفاتيكان الجديد.. لماذا اختار اسم “ليو الرابع عشر”؟

02:46 pm

عراقجي تباحث هاتفياً مع غروسي

02:44 pm

سفارة ايران هنأت الكاردينال “روبرت فرانسيس بريفوست”

02:40 pm

كرامي: سنطلب من مجلس النواب اعتمادات إضافية من الخزينة لتحسين مداخيل المعلمين

02:37 pm

جنبلاط اتصل ببوغدانوف هنأ القيادة الروسية بذكرى الانتصار على الفاشية

02:34 pm

رد فعل مبابي بعد تأهل باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري الأبطال

02:31 pm

محمد صلاح يحصل على جائزة كبرى في الدوري الإنجليزي