اتفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جين بينج، خلال مكالمة هاتفية اليوم، على المضي قدماً في أسرع وقت ممكن نحو إنهاء الخلاف بشأن الرسوم المفروضة على سلع فرنسية، فيما حث شي فرنسا على العمل سوياً لـ”الدفاع عن قواعد التجارة الدولية والنظام الاقتصادي العالم”.
وأكد ماكرون لنظيره الصيني، قبيل زيارته إلى جنوب شرق آسيا، أن فرنسا ترغب في مواصلة بناء علاقة اقتصادية قوية مع بكين، داعياً الزعيم الصيني إلى منح الشركات الفرنسية فرصاً أكبر للوصول إلى السوق الصينية، وعدم فرض رسوم جمركية على منتجي الكونياك الفرنسيين، الذين يخضعون لتحقيق تجاري صيني مستمر، حسبما نقلت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.
وكتب ماكرون في منشور على “إكس”: “الاستثمار الصيني مرحّب به في فرنسا. لكن شركاتنا بحاجة إلى تكافؤ الفرص في كلا البلدين”. وتابع: “اتفقنا على المضي قدماً في أسرع وقت ممكن بشأن قضية الكونياك، وهو أمر بالغ الأهمية لمنتجينا”.
من جانبه، حث الرئيس الصيني شي جين بينج الصين وفرنسا على أن تكونا قوتين موثوقتين في الحفاظ على النظام الدولي، وقوتين مفتوحتين في تعزيز النمو العالمي، وقوتين تقدميتين في توجيه التعاون المتعدد الأطراف.
ودعا شي باريس وبكين إلى العمل معاً لحماية سلطة الأمم المتحدة ومكانتها، والدفاع عن قواعد التجارة الدولية والنظام الاقتصادي العالمي، وممارسة تعددية حقيقية.
وأشار شي إلى أنه خلال زيارته لفرنسا في ايار من العام الماضي، اتفق الجانبان على المضي قدماً بروح العلاقات الدبلوماسية الصينية الفرنسية، التي تتميز بالاستقلالية والتفاهم المتبادل والرؤية الاستراتيجية والتعاون المربح للجانبين. وأضاف أن التعاون الصيني الفرنسي حقق منذ ذلك الحين تقدماً كبيراً.
وأكد شي ضرورة تعزيز التواصل الاستراتيجي وبناء توافق أكبر، داعياً إلى بذل الجهود لاغتنام الفرص لتعميق التعاون في المجالات التقليدية مثل الاستثمار والفضاء والطاقة النووية، مع توسيع التعاون في القطاعات الناشئة، بما في ذلك الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والطب الحيوي واقتصاد الفضة، وفق وكالة “شينخوا” الصنيية.كما شدد على ضرورة تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية، وتعزيز الصداقة بين الشعبين.
ويخضع الكونياك الفرنسي لتحقيق صيني لمكافحة الإغراق ضد براندي الاتحاد الأوروبي منذ يناير. ومُدد التحقيق في أبريل، مما منح مصدري الاتحاد الأوروبي مزيداً من الوقت لإيجاد طريقة لتجنب العقوبات الصينية.
وفي مواجهة “الرسوم الجمركية المتبادلة” التي تفرضها الولايات المتحدة على العالم، اتخذت بكين موقفاً هجومياً لإصلاح العلاقات مع شركائها التجاريين مثل الاتحاد الأوروبي، ومقاومة “تنمر” واشنطن في مجال الرسوم الجمركية.
وجاءت المحادثة في أعقاب اقتراح من بروكسل بفرض رسوم على الطرود الصغيرة جداً، التي تدخل الاتحاد الأوروبي، ومعظمها من شركات التجارة الإلكترونية الصينية سريعة النمو.
وكانت آخر زيارة لشي لفرنسا قبل عام.