على وقع التهديدات الإسرائيلية والغربية بشن عدوان إسرائيلي شامل على لبنان، تصدّر تقرير صحيفة “التلغراف” البريطانية في شأن تخزين حزب الله السلاح في مطار بيروت المشهد الداخلي وشغل الوسطين السياسي والدبلوماسي، حيث كذبت الحكومة اللبنانية ممثلة بوزير الأشغال العامة والنقل علي حمية المزاعم التي ساقتها الصحيفة، وبالتالي أحبطت أهداف التقرير، وأكدت بأن المطار خالٍ من أي أسلحة وصواريخ إيرانية وغير إيرانية من خلال جولة إعلامية ووزارية ودبلوماسية نظمها وزير الأشغال في المطار.
ولفتت أوساط معنية لـ”البناء” إلى أن “الهدف من نشر التقرير إثارة البلبلة والخوف لدى اللبنانيين في ظل الإقبال الكبير الذي شهده مطار بيروت من قبل المغتربين والسياح مع حلول موسم الصيف والاصطياف، ولذلك كان الهدف محاولة ضرب موسم السياحة وإرهاب السياح والمغتربين لعدم السفر الى لبنان، وبالتالي استهداف موسم الاصطياف، اضافة الى ضرب أهم مرفق حيوي في لبنان وهو المطار كرافد مالي بالعملات الصعبة للاقتصاد اللبناني، ويُعدّ مؤشراً للاستقرار في كامل الأراضي اللبنانية رغم الحرب الدائرة في القرى الجنوبية الأمامية، بعكس الوضع على الضفة المقابلة في كيان الاحتلال حيث شمال فلسطين المحتلة بحالة شبه شلل وهجرة مئات الآلاف وتعطيل قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة”.
كما لفتت الأوساط الى أن العدو يحاول اتخاذ من هذه الإدعاءات ذريعة لشن عدوان واسع على لبنان. فيما وضعت مصادر رسمية عبر “البناء” هذه الادعاءات في إطار الحرب النفسية والضغط على الحكومة اللبنانية لإجبار حزب الله على وقف العمليات العسكرية على كيان الاحتلال وتهدئة الجبهة لكي تتمكن الحكومة الإسرائيلية من استعادة الأمن للشمال وإعادة المستوطنين اليها.
وأوضح خبراء عسكريون لـ”البناء” أن “الحديث عن تهريب وتخزين حزب الله أسلحة وصواريخ في المطار أمر مثير للسخرية، فالمطار ليس مكاناً آمناً لتخزين أو نقل السلاح الى مكان آخر، لوجود عدة أجهزة أمنية لبنانية وشركات تجارية وسياحية، إضافة الى أنه ليس مكاناً عملياً من الناحية اللوجستية، علماً أن حزب الله لديه الكثير من الطرق البرية لنقل الأسلحة عبر المدى الجغرافيّ المتصل مع سورية والعراق وإيران ولديه أيضاً مصانع لتصنيع الأسلحة وسلاسل من الجبال الممتدة من الجنوب حتى البقاع إلى الداخل السوري، وبالتالي لا يحتاج لا المطار ولا المرفأ”.