انقشع غبار المباراة الانتخابية التي دارت في المدينة والبلدية الاكبر في جبل لبنان، الجديدة البوشرية السد، وبدأت مرحلة قراءة الأرقام التي تعكس مزاج الناس وتطلعاتهم.
ففي ظل تحالفات حزبية وعائلية وموارد ضخمة لكلا اللائحتين، وفي ظل تعليمات صارمة من كلا الطرفين بالالتزام بالتصويت للائحة كاملة دون أي تشطيب والتي انتهت بنتيجة كاملة دون أي خرق للائحة “صار وقتا” المدعومة من الكتائب والقوات والطاشناق والاتحاد السرياني والنائب ابراهيم كنعان، يبرز رقم لا بد من ملاحظته والتوقف عنده كون المرشح الذي حاز على عدد أصوات لا يستهان به، خاض المباراة كمرشح “منفرد” غير مدعوم إلا من المحبين وممن واكبوا تواجده ونشاطه المستمر طوال السنوات الفائتة.
الحصول على ٧٧٠ صوتا في مدينة كالجديدة البوشرية السد وبهكذا ظروف انتخابية هو بنظر الخبراء والقارئين في نتائج الانتخابات، هو انجاز غير فردي بالطبع ولكن جداً مميز! بل وإن دلَّ على شيء فهو يدل على أن الناس ما زالت تقدر العمل الصحيح والاهم انها تقدر الثبات على المبادىء وتغليبها على مبدأ الوصول بأي ثمن.
جان باخوس انسان ناشط ومحب لمنطقته وقد كان له سابقاً تجربة في العمل البلدي بين ٢٠١٠ و٢٠١٦. خاض الانتخابات بشكل حضاري ومميز اذ ورغم كونه منفرداً تميز بالحملات التي تفصل وتشرح عن رؤيته التي يؤمن بها بعيداً، عن أي تجاذبات، كما انه ساهم بنشر التوعية عبر الاضاءة على بعض الجوانب التقنية لعملية الاقتراع والتي تجنّب الناخب من التصويت بشكل خاطىء.
ربما الثبات على المبادىء لم يجعله يفوز بمقعد ولكن من المؤكد ان هذا الثبات جعله يكسب المزيد من التقدير والاحترام من قبل الجميع.