ما سر قوة جمعية المصارف وعنادها؟ (طارق ترشيشي-الجمهورية)

السبت ٢٨ آذار ٢٠٢٠

ما سر قوة جمعية المصارف وعنادها؟ (طارق ترشيشي-الجمهورية)

رغم كل ما حلّ ويحلّ بالبلد من أزمات، اقتصادياً ومالياً، منذ ما قبل كورونا وبعدها، تواصل جمعية مصارف لبنان سياستها المتجاهلة حقوق اللبنانيين مودعين وموظفين قابضة على أموالهم، مُبتدعة البدعة تلو الأخرى لتبرير فعلتها ولمخالفة قوانين الارض والسماء غير آبهة بأي حسيب أو رقيب.
إلّا أنّ السؤال الكبير الذي يطرحه كثيرون هنا هو: من أين لهذه الجمعية المصرفية كل هذا العناد والقوة التي تتحدى الجميع؟ ومن يقف خلفها؟ أهي مجموعات الضغط الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية؟ أم الامبراطورية المالية العالمية التي ينتمي اليها أصحاب المصارف وكثيرون من أركان الطاقم السياسي والاقتصادي؟ أم انّ الامر لا يخرج من النطاق المحلي، أي من الحديقة اللبنانية التي تمارس فيها جمعية المصارف «هواياتها المفضّلة» في قبض أموال اللبنانيين وتجفيف ما تبقّى لديهم من الورقة الخضراء، وحتى من الليرة اللبنانية إذا اضطرّها الأمر…

 

والحقيقة المفجعة، في رأي بعض الاقطاب السياسيين، تكمن في انّ المصارف ليست بعيدة عن دعم مجموعات من أركان الطبقة السياسية الشركاء فيها عبر ودائعهم ومصالحهم المالية التي كنزوها على مرّ السنين منذ بداية الازمة عام 1975 وحتى الآن تغطّيهم جميعاً سلطة مالية تطبّق القوانين بما يخدم مصالحهم، وتالياً مصالحها، خصوصاً أنها تحوّلت شريكة لهم في «الغُنم» لا في «الغُرم» وتدير أذنها اليهم والى الخارج الذي يهمس فيها أن «دَمّري هذا وانصري ذاك»، مقابل وعود بدفعها الى مراتب عليا اصبحت اليوم سراباً بعد «خراب البصرة» بانهيار البلاد مالياً واقتصادياً، والذي زادَته كورونا دفعاً الى الوادي السحيق الذي لن يكون الخروج منه الّا بالاعتماد على النفس بعدما انتهى زمن وجود المُعين والمُغيث الذي بات يحتاج الى من يعينه ويغيثه، اذ كيف لطبيب أن يدواي الناس وهو عليل؟!.

 

ما أسقطَ مشروع «الكابيتال كونترول» في مجلس الوزراء أخيراً كان انكشاف الجهات السياسية الداعمة للمصارف، بل القابضة عليها من خلف الستارة، والتي تبيّن أنها هي من يقف خلف بعض نصوصه التي جاءت لخدمة المصارف تحلّل فيها لمصلحتهم وتحرّم على المودعين والموظفين حرية التصرّف بأموالهم ورواتبهم بمعزل عن أي قنص او تقنين، الى درجة انّ هذا المشروع أطاح صدقية هذه الحكومة في هذا الجانب وفي ما تَعد به من إصلاحات اقتصادية ومالية، او على الاقل صدقية مجموعة من أعضائها الذين ذهب البعض الى وصفهم بأنهم «موظفون مصرفيون كبار برتبة وزراء مهمتهم الدفاع عن المصارف التي ينتمون اليها»، علماً أنّ البعض نقل في هذا السياق عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اعترافه انّ مشروع الكابيتال كونترول الذي كان مطروحاً على طاولة مجلس الوزراء قبل سَحبه «يخدم مصلحة المصارف»، إلّا أنّه لم يصدر عن «الحاكم» أي موقف رسمي علني يُبرّئ ساحته امام اتهام شريحة واسعة من اللبنانيين له بأنه «يتحمّل مسؤولية كبيرة عمّا آلت اليه الاوضاع المالية نتيجة سياسته المصرفية التي ضربت الصلاحيات التي يمنحه إيّاها قانون النقد والتسليف بعرض الحائط، وخَدمت مصلحة المصارف ومن يقف خلفها من قوى سياسية، بدليل أنه لم يتمكّن حتى الآن من لجم الصيارفة الذين يتلاعبون بسعر الدولار يوميّاً ولم يلتزموا أيّاً من تعاميمه والاتفاقات التي أبرَمها معهم في حضور جمعية المصارف التي تحوم الشبهات حول استفادتها أيضاً من تلاعب الصيارفة بسعر الورقة الخضراء.

 

وتظهر مجموعة من الدراسات والتقارير والمقالات حول مصرف لبنان والقطاع المصرفي، كيف انّ بعض القوى السياسية تقبض على المصارف، فبعض هذه الدراسات يقول انّ مصرف لبنان «يشكّل حالة فريدة إذ خَصّه قانون النقد والتسليف بدرجة عالية من الاستقلالية، لكنه لا يستطيع ممارستها، لأنّ الدولة لا تفهم استقلالية المؤسّسات عن السلطة ولا تعترف بها. وانه مصرف مستقلّ وغير مستقلّ في الوقت نفسه، بسبب طبيعة الاقتصاد السياسي اللبناني، الذي بُني عليه النموذج الاقتصادي لِما بعد الحرب في تَلازم المسارات الثلاثة: الدولة والمصرف المركزي والمصارف التجارية».

 

وتظر دراسة أخرى انّ «استمرار الاقتصاد اللبناني في حالة «أزمة دائمة وراء الأبواب» منذ عام 1997 وحتّى الآن، جَعل من استقلاليته الفعلية تعني انهيار المصارف والدولة، لذلك ظلّ يَكتتب بسندات الخزينة للحفاظ على هذه الترويكا وعلى الاستقرار السياسي للنظام الذي انبثق من اتفاق الطائف». وتشير «انّ الدولة اللبنانية تنفرد عن الدول ذات الدين العام في اعتمادها المصارف ممولاً لها، وبالتالي كمدين لمشاريعها. إذ على عكس معظم الدول التي تلجأ الى الاستدانة من المؤسسات الدولية كالبنك الدولي، أو ارتكازها على مؤتمرات المنح الدولية، ترتمي الدولة اللبنانية في أحضان المصارف التجارية «الوطنية».

 

وتظهر تقارير ودراسات أخرى انّ 43 % من المصارف «قريبة» من قوى سياسية، إن كان عبر المالكين او مجالس الادارات او رؤسائها. وتصرف الدولة على الدين العام نحو 36 % من موازنتها، يعود ذلك بالربح على المصارف التي بدورها تموّل مشاريع إنمائية من خلال الحكومة تنتهي إلى «لا شيء»، في غياب الخدمات العامة وتدهور الاقتصاد الذي يعود ليفرض الاستدانة مجدداً».

 

يَتبدّى من كل هذه المعطيات انّ القوى الفاسدة السياسية وغير السياسية، التي استباحَت المال العام ونَهبته على مرّ السنين والى الآن، لم ترتوِ بعد. وها هي اليوم تتخفّى خلف «الكابيتال كونترول» وشقيقه «الهير كات» للاستيلاء على ما تبقّى لدى اللبنانيين من مدّخرات، وترك الفتات لهم في زمن لم يعد في استطاعة لبنان أن يحصل فيه على أي قروض او دعم خارجي عربي او أجنبي، لأنّ عالم ما بعد كورونا وما يشهده من انهيارات مالية واقتصادية ونفطية، باتَ يفرض على لبنان وكل دولة مأزومة أن تدبّر رأسها وتقلّع شوكها بأيديها…

شارك الخبر

مباشر مباشر

11:10 pm

وفدٌ من المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية عرض ومسؤول المكتب التربوي في أمل للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها المتعاقدون

10:55 pm

المقاومة استهدفت مستعمرة مرغليوت بعشرات الصواريخ

10:37 pm

البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لمصلحة أوكرانيا

10:12 pm

ملك الأردن حذر من خطورة التصعيد الأخير لانه قد يدفع بالمنطقة إلى حالة من انعدام الأمن والاستقرار

09:40 pm

العهد الى نهائي مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم

09:26 pm

اشكال اعقبه اطلاق نار داخل مخيم البداوي

09:13 pm

المقاومة:‏ ‌‌‌‏مجاهدونا استهدفو‏ا مبنى ‏يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة ‏مباشرة

08:40 pm

وهاب: احتفظوا بمدخراتكم التي لم تنهبها المصارف في كل المنطقة

08:14 pm

غارة معادية على منزل قرب المسجد في طيرحرفا

07:53 pm

الجيش: توقيف مواطنين في القاسمية لإطلاقهما النار ودهم منازل مطلوبين في حور تعلا – بعلبك

07:29 pm

إعلام العدو : صفارات الإنذار تدوي في زرعيت بالجليل الغربي

07:14 pm

الترشيشي دق ناقوس الخطر بعد توقف تصدير المنتجات الزراعية الى الخليج: لوقف الاستيراد لأن الانتاج المحلي كاف

06:48 pm

تدابير سير مساء اليوم على المسلك الغربي لنفق المطار لتركيب لوحة تعريفية

06:39 pm

استشهاد سيدة وطفلة تبلغ وإصابة 5 أشخاص في حانين

06:13 pm

تعميم صورة مفقودة غادرت منزل ذويها في الدكوانة ولم تعد

06:12 pm

الغارة على حانين استهدفت منزلا ودمرته بالكامل

05:48 pm

غارة معادية استهدفت حانين

05:20 pm

المقاومة استهدفت تلة الكرنتينا بقذائف المدفعية

05:12 pm

شقير من المجلس الاقتصادي: لوضع خارطة طريق من أجل تفعيل القطاع الصناعي وتطويره

05:07 pm

المقاومة تستهدف ‏موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية

04:47 pm

“القوات” ردا على ضاهر: من أساء للمسيحيين هو من تحالف منهم مع محور مناقض لكل تاريخهم وثقافتهم ونضالهم

04:16 pm

وسائل اعلام: سماع دوي انفجار بمنطقة البحدلية المحاذية لمنطقة السيدة زينب في محيط دمشق

04:13 pm

تعميم لميقاتي الى المؤسسات العامة الادارية… ماذا ورد فيه؟

04:03 pm

غارة معادية على بلدة بليدا

04:02 pm

بلدة حانين في قضاء بنت جبيل تتعرّض لقصف معاد

03:39 pm

المقاومة تستهدف تجمعاً ‏لجنود العدو في محيط موقع العاصي

03:38 pm

العدو يستهدف بلدة عيتا الشعب بصاروخين من نوع جو – ارض

03:32 pm

ميلان يقرر إقالة ستيفانو بيولي

03:24 pm

الخارجية ترحب بالتقرير الصادر عن لجنة المراجعة المستقلة لتقويم عمل الأونروا

03:20 pm

غارة تستهدف بلدة حولا بئر المصلبيات

03:19 pm

فرعية الادارة والعدل تقر الصلاحيات العامة للهيئة الوطنية للاعلام

03:13 pm

مصرع عشرات المهاجرين اثر انقلاب قاربهم قبالة سواحل جيبوتي

03:07 pm

غارة معادية على هونين وقصف لاطراف علما الشعب

02:53 pm

بالفيديو: حادث جديد لبوينغ… فقدت إحدى عجلاتها خلال الإقلاع

02:42 pm

المقاومة ترد على ‏العدوان الإسرائيلي على بلدة عدلون بهجوم جوي بمسيرات

02:37 pm

المالية دعت المكلفين الى التصريح وتسديد الضرائب المتوجبة عن السنوات 2023 وما قبل ضمن مهلة أقصاها 15/8/2024 من دون أي غرامات

02:19 pm

هدف عسكري في الساحل الإسرائيلي يُستهدف للمرة الأولى… ماذا في التفاصيل؟

02:11 pm

وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صواريخ في مناطق جديدة في الشمال

02:07 pm

إعلام العدو: صفارات الإنذار تدوي في “كريات بياليك” ومحيطها شمال حيفا

02:02 pm

الحاج حسن: أضرار العدو الزراعية أكبر بكثير من أضرارنا