خاص – حنان مرهج
مع نيل “حكومة الإنقاذ والاصلاح” برئاسة نواف سلام الثقة بأكثرية نوابها، انطلقت عجلة عهد رئيس الجمهورية جوزاف عون فعليًا مع هذه الحكومة التي ينتظر منها الكثير من الأمور والملفات لعل أبرزها ملف الإصلاحات والتعيينات والإنتخابات البلدية والنيابية، إلى جانب نقاط أساسية تضمنها خطاب القسم والبيان الوزاري.
أما اليوم، فالأنظار تتجه إلى “التقليعة” المنتظرة لتنفيذ العناوين، وهنا الأسئلة التي تطرح نفسها، كيف ستكون المشهدية وكيف سيتعامل رئيس الجمهورية مع دعوات الحوار الذي يشكل النقطة الاساس التي تتقدم كل العناوين، وسط التشنج القائم بين فئات المجتمع كافة.
الدعوة الى لقاء “المصارحة والمصالحة” التي شكلت صرخة أطلقها نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب في اكثر من مناسبة وفي كلمته في جلسة الثقة، اكد عليها بعض النواب في كلماتهم خلال نقاشات البيان الوزاري.
من هنا، كيف سيتلقّف رئيس الجمهورية هذه الدعوة ويترجمها على أرض الواقع، لتنفيس الإحتقان الداخلي وأكثر من أين سيبدأ رئيس الجمهورية.. ليكشف رئيس تحرير جريدة المدن منير الربيع عبر “المدى”، أن رئيس الجمهورية بصدد الدعوة إلى إفطار جامع، وربما في هذا الإفطار قد تولد “بذرة” الحوار الوطني العام الذي يحتاجه لبنان للنقاش بالعناوين الأساسية والإستراتيجية.
وأكد الربيع أن لبنان لطالما كان يلجأ في المحطّات المفصلية أو في لحظات إطلاق المحطات السياسية الجديدة، وفي محطات “التشظي” الى الحوار، لافتا الى أن الحوار ليس بالمسألة التي فيها انتقاص، إنما بالعكس. لا سيما أن الحوار اليوم لا يأتي لا بشرط ولا بفرض لإعادة تشكيل السلطة.
وفيما أشار إلى أن لبنان لا يزال يواجه محطّات خطرة مثل المخاطر الإسرائيلية مع استمرار العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان، بالإضافة إلى المشاكل العالقة بين لبنان وسوريا والتي تحتاج إلى حل، ومن جهة أخرى موضوع الإنتخابات البلدية والنيابية وكل الإصلاحات السياسية المتعلقة ببعض المقاربات المتعلقة بالإصلاح السياسي والإداري.
وأكد أن الحوار يفترض أن يكون منطلقاً أساسياً وهو إعادة تعزيز وضعية الدولة. إذ لا يمكن للبنانيين أن يثقوا ببعضهم إلاّ من خلال الثقة بالدولة، ولا تعود أي طائفة أو فئة تعيش نوعاً من الشعور بالتهميش أو الخوف أو انعدام الدور.
وكشف الربيع بأن العنوان الأول للحكومة سيكون التعيينات وكيفية مقاربتها في الأسبوع المقبل، بعد عودة رئيس الجمهورية من زيارته الخارجية لكل من الرياض والقاهرة، لافتاً الى وجود اصرار لإعطاء طابع جديد للتعيينات أو لإختيار الشخصيات، ومشيرًا إلى أن رئيس الحكومة يصرّ على مبدأ الكفاءة وليس الإنتماء أو الولاء، وعلى إعادة تفعيل مجلس الخدمة المدنية، وقد يعتمد نفس الآلية التي اعتمدها في تشكيل الحكومة لتكريسها في عملية التعيين.