جنان جوان ابي راشد – خاص “المدى”
تفادياً لـ”تسونامي” من المصابين بكورونا، بما لا تستوعبه المستشفيات في لبنان وبما يتخطّى قدرة الطواقم الطبية، اتخذت الحكومة إجراءات التعبئة العامة تدريجاً منذ اوئل آذار، وذلك بهدف تأخير الانتشار الى حين تأهيل المستشفيات وتأمين كل ما يلزم لمواجهة موجات واسعة من الوباء الذي لا لقاح ضدّه بعد.
اليوم وتزامنا مع رفع اجراءات التعبئة العامة تدريجاً وتسجيل عدد كبير من المصابين الخميس، هل باتت المستشفيات اللبنانية جاهزة لهذا التحدي؟
يقول مستشار وزير الصحة الدكتور ادمون عبود في حديث ل”المدى” إن لدى لبنان حاليا حوالى 500 سرير مخصّص لاستقبال المصابين بكورونا في المستشفيات الحكومية، مشيرا الى أنه حاليا يتم استخدام ربع الأسرّة المخصصة لمرضى كورونا فقط في مستشفى الحريري الحكومي، اضافة الى أنه تمّ تجهيز غرف للعناية الفائقة وغرفة الطوارىء في المستشفى المذكور.
وعن اجهزة التنفس، يشير الى وجود اكثر من 1400 منها في لبنان، فيما تم شراء الآلاف من الأقنعة الواقية والقفازات وغيرها، بما يُعرف بال PPE كلوازم للطواقم الطبية، بمبلغ وصل الى أكثر من 6 مليون دولار.
ويعلن الدكتور عبود أن المستشفيات الحكومية التي باتت جاهزة لاستقبال مرضى كورونا وإجراء الفحوص ايضاً، هي المستشفيات الحكومية في حلبا طرابلس، البوار، صيدا، النبطية، مرجعيون، زحلة، بعلبك والهرمل، موضحاً أن المستشفيات الخاصة التي جُهّزت أيضاً هي: أوتيل ديو، القديس جاورجيوس، الجامعة الاميركية، LAU، المعونات، المقاصد والرسول الاعظم، لكنها لن تستقبل المصابين إلا في حال تخطي القدرة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية.
ولفت عبود الى أن الدولة استخدمت حتى الآن 12 مليون دولار من أصل 120 مليوناً من قرض البنك الدولي الذي تم تحويلُه الى مواجهة كورونا، متحدثاً أيضا عن تبرعات عديدة تلقاها لبنان من عدد من الدول وهي كناية عن أجهزة تنفّس وPPE .
ويوضح عبود ان الحكومة عمدت الى تخفيف اجراءات التعبئة بعدما باتت المستشفيات جاهزة للمواجهة، وتوفر عدد الفحوص في العديد منها، واطلاع الأطباء على أفضل الطرق لعلاج كورونا، لأن انتشار كوفيد 19 هو أمر حتمي في النهاية في غياب اللقاح، ولا يمكن إقفال البلاد الى ما لا نهاية.
ويوضح عبود أن اكتساب المناعة ضد الفيروس عند انتشاره بشكل واسع بين السكان (اكثر من 65% منهم)، أو ما يعرف ب”مناعة القطيع”، هو الحلّ على المدى الطويل.
واعتبر أن حصول موجة ثانية من الانتشار أمر طبيعي فإذا لم تحصل اليوم فإنها ستحصل في الخريف مع بداية موسم الانفلونزا، واضاف: الا أنه من الضروري أن يكون الانتشار بشكل تدريجي، كي لا يُصاب الآلاف به بما لا قدرة للمستشفيات على استيعابه. ويرى أنه سيتمّ من اليوم وصاعداً تخفيف اجراءات التعبئة ثم تشديدها، ثم تخفيفها، وهكذا دواليك…