خاص المدى جنان جوان أبي راشد
بعد القرار القطري بمنع استيراد بعض أنواع الخضار من لبنان نظراً لارتفاع نسبة التسمّم بالرصاص وفيروس ال”إيكولاي” بشكل متكرّر في الأشهر المنصرمة، أفادت المعلومات بأن الخضار المعنيّة هي الخضار الورقية من بقدونس ونعناع وكزبرة وبقلة وزعتر وملوخية.
ماذا يأكل اللبنانيون؟! وهل بامكانهم تجنّب هذه السموم؟
رئيس حزب البيئة العالمي الدكتور ضومط كامل يذكّر بتحذيرات جمّة في هذا الاطار كان قد بدأ باطلاقها منذ الثمانينات كما يقول، ويشرح كامل في حديث ل “المدى” خطورة التسمّم بمادة الرصاص في الخضار، موضحاً أن مصدر الرصاص هو بعض المبيدات الحشرية وبعض أنواع الأسمدة الكيميائية واستخدامهما بشكل خاطىء.
ويكرر كامل ان استعمال العديد من انواع المبيدات والاسمدة في لبنان وبطرق خاطئة يؤدي الى تلوث الخضار والفاكهة بالمواد المسرطنة والسامة.
مادة الرصاص خطيرة
أكثر من 50% من الخضار والفواكه في لبنان لا يخضع للرقابة، وهو يتسبّب بأمراض خطيرة للّبنانييين، بحسب كامل، الذي يضيف إن تراكم مادة الرصاص في الجسم على مدى شهور أو سنوات خطير جداً، ولا يمكن الوقاية منه من خلال اللجوء الى غسل الخضار أو تعقيمها على سبيل المثال، وقد تؤدي هذه النسبة المرتفعة من الرصاص في الجسم الى تضرّرٍ في الدماغ والنخاع الشوكي والكلى وأمراض الدم وغيرها، لافتاً الى أن عدداً كبيراً من الناس قد يصل الى مرحلة التسمّم من دون أي انذارات أو أعراض جسدية مسبقة.
بكتيريا ال “إيكولاي”
الإصابة ببكتيريا ال “إيكولاي” من الخضار واللحوم النيّئة يتسبّب بالإسهال، في حين أن بعض السلالات السيئة من ال”إيكولاي” قد يُسبب اضطرابات حادّة في المعدة، وقد يُعَرِّضُ حياة الأطفال للخطر، ويؤكد كامل أن الكارثة الكبرى تتمثّل في مسألة رَيّ المزروعات من الأنهار الملوثة التي تحتوي مياهُها على عدد كبير آخر من انواع البكتيريا والفيروسات والمعادن الثقيلة، ولا تنفع الوقاية أو التعقيم من ال”إيكولاي” أيضاً بحسب كامل، والذي يشير الى أن هذه البكتيريا مصدرها تلوث الخضار بمياه الصرف الصحي.
70% من الخضار في لبنان ملوثة
ويشدد كامل على وجود عدد كبير من أنواع البكتيريا والفيروسات في الخضار المزروعة في الأراضي المرويّة بمياه الصرف الصحي، فهناك حوالى 70% من الخضار في لبنان ملوثة لأنها مرويّة من أنهار ملوثة وأبرزها نهر الليطاني.
ويؤكد رئيس حزب البيئة العالمي أن لا مفرّ من الوصول في لبنان الى الكارثة المحتّمة صحياً، لأن مياه الشفة بعالبيتها ملوثة بالصرف الصحي، كما يتناول اللبنانيون أنواعاً متعددة من الخضار والفاكهة الملوثة، مشدداً على أن مستوى البيئة في لبنان حالياً يساوي صفر، فالمناطق النظيفة بيئياً في لبنان اضمحلت تقريباً، عدا بعض القرى البعيدة عن المدن كتلك الموجودة في أعالي الشوف والمتن وكسروان والبترون اضافة الى منطقة الأرز، ويتابع: أما عن الأنهار فجميعها ملوث عدا نهر العاصي ونهر ابراهيم.
ويتوجه كامل بالشكر الى جهاز أمن الدولة الذي كان قد عمد مرات عديدة الى تلف مئات آلاف الأمتار من المزروعات في البقاع والتي يجري ريُّها بشكل مباشر من مياه الصرف الصحي، معلناً في الوقت عينه أن السلطات لم تستجب للتحذيرات العديدة التي يوجّهها مراراً رئيسُ مصلحة نهر الليطاني سامي علوية في هذا الصدد، وداعياً الى الإسراع في المعالجات البيئية، والحفاظ على ما تبقى من مناطق خضراء وغير ملوثة بيئياً.