خاص المدى – جنان جوان أبي راشد
مع مرور 6 أشهر على انفجار نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت الكارثي، وفيما ويلاتُ الانفجار ما تزال ماثلة، نشرت شبكةٌ إخبارية ألمانية تقريراً جاء فيه إن الشركة الألمانية Combi Lift التي كُلّفت بالتخلّصِ من المواد الكيميائية التي تمّ العثور عليها في المرفأ عقب الانفجار، ساعدت لبنان على منع كارثة ثانية في مرفأ بيروت، ربما بالقدر التدميري نفسِه لكارثة 4 آب، وذلك في اشارةٍ الى الـ 52 حاوية التي تحتوي على مواد متعفّنة جزئياً وتمثّل أكثر من ألف طنّ من المواد الكيميائية الخطيرة والقابلة للاشتعال.
واعلن المدير الإداري للشركة أنه “يجبُ أن نقولَ الأمرَ كما هو: “ما وجدناه كان قنبلة بيروت ثانية، لم أرَ شيئاً مثلَه من قبل”.
ما هي نوعية المواد التي عالجتها الشركة في المرفأ، وما مدى خطورتها؟
رئيس حزب البيئة العالمي ضومط كامل يشير الى أنه وفقاً لمعلوماته فإن ما وجد كان خطيراً جداً وأن ما أعلنته الشركة الألمانية مستند الى العِلم، شارحاً في حديث لـ”المدى” طبيعة هذه المواد وخطرها الشديد، إن كان لناحية سميّتها، أو لناحية امكان انفجارها، أو تلويثها للبيئة بشكل خطير، وخصوصاً أن تاريخ إدخالها الى البلاد غير معروف، فربما بعض هذه المواد ما تزال في المرفأ منذ 15 سنة أو منذ التسعينات كما يقول، ويضيف إنه لم يصدر تقرير بعد عمّا اذا كان بينها نفايات مشعة. ويعتبر أن الخطر الأكبر يتمثل في أن البيئة التي تحوي هذه المواد الخطيرة هي التي تعيش تحديداً ضمن هذا الخطر، لجهة امكان حدوث انفجار أو استنشاق أو لمس مادة من بين هذه المواد.
ويوضح كامل أن من بين هذه المواد التي وجدت في مرفأ بيروت: أسيد الهيدروكلوريك، الأستون ومشتقاته، بروميد الميثيل، حمض الكبريتيك Sulphuric acid ، هيدروكسيد الصوديوم وغيرها. ويوضح أن ادخالها يمكن أن يكون لاستخدامها في عدد من الصناعات، أو للتتخلّص منها بعض الدول بدلاً من تلفها أو معالجتها، ويرى أن الخطر الأكبر هو في عدم وجود دراسة أثر بيئي لأي مادة من المواد التي تدخل الى لبنان، لافتاً الى ضرورة أن يكون هناك تحقيق شفاف حول الجهات التي قامت بإدخال هذه المواد. ويقول إن مادة بروميد الميثيل الضارة والسامة جداً هي مثلاً لديها قدرة كبيرة على القتل والتدمير والإضرار بالجهاز التنفسي.
وطالب كامل بالتنسيق الكامل بين وزارة البيئة والجمارك وادارات جميع المرافىء في لبنان لحماية البلد مستقبلاً من دخول مواد مماثلة خطيرة، يمكن أن تتسبّب بكوارث على أكثر من صعيد، ومنها كوارث بيئية، لأن معظم المواد الكيميائية خطير، لافتاً الى أن ادارتَها بحاجةٍ الى رقابة مشددة جداً.
وأثنى كامل على عمل المدير العام الجديد بالتكليف لإدارة واستثمار المرفأ باسم القيسي الذي أنجز خلال شهر ما لم تنجزه الدولةُ خلال سنوات على صعيد تنظيف المرفأ من هذه المواد، كما أثنى كامل على انجاز الشركة الالمانية عملها الضخم بمعالجة هذه الكميات الكبيرة من المواد الخطيرة جداً.
وتجدر الاشارة الى أن المواد الكيميائية هي مواد ربما نستخدمها مراراً في حياتنا اليومية، إلا أنها قد تتحوّل في أي لحظة، وفي حال سوء تخزينها أو استخدامِها إلى قنبلة موقوتة، تخلّف حوادث غامضة.
وكانت السفارة الألمانية قد أعلنت منذ أيام عن انتهاء عملية معالجة الـ 52 حاوية المذكورة التي كانت موجودة في مرفأ بيروت منذ أكثر من عقد من الزمن على أن يتم نقلها إلى ألمانيا.
ويقول المدير التنفيذي للشركة الالمانية إن “الخطر ما زال موجوداً، فهناك خمس سفن مُدمِرة في الميناء يجب التخلص منها، وسوف نقوم بهذه المهمة”.